هانسي فليك يوجه رسائل نارية بعد فوز برشلونة على ريال مايوركا في الليغا

حقق نادي برشلونة انتصارًا ثمينًا على ريال مايوركا بنتيجة هدف دون رد، ضمن منافسات الجولة 33 من الدوري الإسباني “الليغا”، على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي.

هذا الفوز رفع رصيد الفريق الكتالوني إلى 76 نقطة، موسعًا الفارق مؤقتًا إلى سبع نقاط عن ريال مدريد الوصيف، بينما بقي ريال مايوركا في المركز السابع برصيد 44 نقطة.

فليك يُشيد بالأداء العام ويُركز على نجم المباراة

بعد المباراة، أعرب المدرب الألماني هانسي فليك عن رضاه الكبير عن الأداء الجماعي لفريقه، مشيرًا إلى أن النتيجة الضيقة لا تعكس التفوق الكبير الذي أظهره لاعبوه على أرض الملعب.

ووفقًا لتقارير صحفية، فقد سيطر برشلونة على مجريات اللعب وسدد 24 تسديدة في الشوط الأول وحده، وهو رقم قياسي في الليغا منذ موسم 2003-2004، لكن تألق حارس مايوركا ليو رومان حال دون تسجيل أهداف إضافية.

فليك، الذي تولى تدريب برشلونة في صيف 2024، خصّ لاعب الوسط بيدري بالمديح، معتبرًا إياه العنصر الأبرز في المباراة.

بيدري، الذي قدم أداءً استثنائيًا، صنع ست فرص تهديفية، وهو الأعلى بين جميع اللاعبين، وساهم بشكل كبير في فتح دفاع مايوركا.

وقد أشاد فليك بذكاء بيدري وحركته الدؤوبة، مؤكدًا أن هذا المستوى يجعله “أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم”، وحثه على الحفاظ على هذا الأداء في المباريات المقبلة، خاصة نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد ومواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا.

داني أولمو يحصد الإشادة

لم يقتصر مديح فليك على بيدري فقط، بل امتد إلى النجم الإسباني داني أولمو، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني.

أولمو، الذي عاد بقوة بعد فترة من الإصابات، قدم أداءً مميزًا، حيث أظهر قدراته في التسديد والتمركز الجيد.

فليك أثنى على تركيز أولمو وطالبه بمواصلة هذا الأداء في المواجهات الحاسمة القادمة، مشيرًا إلى أهمية دوره في تحقيق أهداف الفريق هذا الموسم.

انتقادات حادة لثنائي الفريق

على الجانب الآخر، لم يُخفِ فليك استياءه من أداء بعض اللاعبين، حيث وجه انتقادات لاذعة للشاب لامين يامال وفيران توريس.

يامال، الذي يُعتبر أحد أبرز المواهب في العالم، لم يكن في يومه، حيث أضاع عدة فرص وأفرط في المراوغات غير المجدية، مما أثر على فعالية الفريق الهجومية.

فليك، في حديثه داخل غرفة الملابس، حذر يامال من مغبة الاستمرار في هذا الأسلوب، مشددًا على أن “الأولوية هي مصلحة الفريق، وليس الأداء الفردي”.

كما أشار إلى أن استمرار هذا المستوى قد يؤدي إلى استبعاده من التشكيلة الأساسية في المباريات الكبرى.

أما فيران توريس، فقد كان أحد أضعف لاعبي المباراة، حيث أهدر عدة فرص محققة، مما أثار غضب فليك.

المدرب الألماني وجه رسالة مباشرة لتوريس، مؤكدًا أن إهدار الفرص بهذا الشكل “غير مقبول”، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة في الليغا، كأس الملك، ودوري الأبطال.

فليك طالب توريس بتحسين فعاليته أمام المرمى إذا أراد حجز مكان أساسي في التشكيلة.

استراتيجية فليك: المخاطرة والإراحة

أثار فليك الجدل بقراره إجراء تغييرات كبيرة في التشكيلة الأساسية أمام مايوركا، حيث أراح نجومًا مثل رافينيا، جول كوندي، وفرينكي دي يونغ، استعدادًا لنهائي كأس الملك ضد ريال مدريد.

هذه التغييرات تضمنت الدفع بلاعبين مثل أنسو فاتي وهيكتور فورت، اللذين قدما أداءً جيدًا، مما يعكس ثقة فليك في عمق الفريق.

ورغم المخاطرة، نجحت خطته، حيث حافظ برشلونة على نظافة شباكه وسيطر على المباراة.

تأثير الفوز على الموسم

هذا الانتصار عزز موقف برشلونة في صدارة الليغا، خاصة مع تبقي ست جولات فقط على نهاية الموسم.

فليك، الذي حول برشلونة من فريق يعاني إلى مرشح قوي للألقاب، يدرك أهمية الحفاظ على هذا الزخم.

أسلوب لعبه القائم على الضغط العالي واللعب الجماعي جعل برشلونة يتفوق في معظم مبارياته هذا الموسم، حيث حقق 23 انتصارًا من أصل 32 مباراة في الليغا.

نظرات إلى المستقبل

مع اقتراب نهائي كأس الملك ومواجهة إنتر ميلان في دوري الأبطال، يبدو فليك مصممًا على معالجة نقاط الضعف في أداء لاعبيه.

انتقاداته ليامال وتوريس تعكس رغبته في إبقاء الفريق في حالة تركيز عالية، بينما إشادته ببيدري وأولمو تؤكد اعتماده على العناصر الأكثر انسجامًا.

برشلونة، تحت قيادة فليك، يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم الثلاثية، لكن التحديات القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدراته الإدارية وقوة فريقه.

Exit mobile version