واحدة من أقدم وأغرب بحيرات العالم، تقبع في قلب الصحراء، وسط أشعة الشمس الحارقة، بدأت مياهها في الجفاف
منذ قديم الأزل، تتحول مياهها إلى أحجار، ما أن تبتعد عنها ! ويسكنها مخلوقات غريبة، لا يجد لها أحد مسمى، إنها بحيرة ساوة، البحيرة التي علمت بمولد، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
تصنف بحيرة ساوة على أنها من أغرب البحيرات في العالم، وكلمة ساوة تعني العجوز، و تعد من أقدم البحيرات المذكورة في كتب التاريخ.
أين تقع بحيرة ساوة
تقع بحيرة ساوة في العراق، بالقرب من نهر الفرات، ضمن محافظة المثنى جنوب الدولة، وهي عبارة عن بحيرة مُغلقة
وموقع البحيرة غريب في حد ذاته، حيث أنها تقع في صحراء السماوة، ويحيط بها صخور ذات ترسبات كلسية، لا يرفدها أي نهر، بل يتم تزويدها بالمياه من خلال المياه الجوفية، الموجودة تحتها عبر الشقوق والصدوع، ومياهها مالحة يحيط بها كلس طبيعي، وعندما يتم كسره يتجدد تلقائياً بفعل الطبيعة كونه يتميّز بصلابته.
متى تشكلت بحيرة ساوة
تشكلت البحيرة قبل عشرة آلاف سنة، في عصر الهولوسين، وهو يمثل الفترة الأخيرة من الزمن الجيولوجي الممتد حتى الآن، ورغم أننا نعيش الآن في فترة دفء، إلا أنه من المتوقع أن يعود الجليد مرة أخرى، بعد عدة آلاف من السنين .
جفت يوم ولادة النبي
ارتبط جفاف مياه بحيرة ساوة، بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن كانت بحيرة متسعة الشواطئ، حيث كانت أكبر من ستة فراسخ، تركب فيها السفن، ويسافر فيها إلى ما حولها من البلاد والمدن. فأصبحت ليلة المولد جافة، كما روى ابن جرير في تاريخه
تحذير العلماء من جفافها
حذر خبراء عراقيون، من اختفاء بحيرة ساوة وجفافها، بعد أن كانت معجزة طبيعية وجيولوجية، من عصور ما قبل التاريخ وإلى الآن، ودعوا إلى إنقاذها من حالة التدهور والإهمال، ويعتقد البعض أن جفاف مياهها تماما، من علامات الساعة، وقد أثارت فضول العلماء، ودرسوا هذه البحيرة،فوجدوا أن كثافتها تفوق كثافة البحار، وملوحة مياها تفوق مياه الخليج العربي، بمرة ونصف المرة ومن إعجازها أنها ترتفع عن سطح نهر الفرات بـ11 مترًا وترتفع عن سطح الأرض بـ 5 أمتار.
مميزاتها
تتميز بحيرة ساوة بأن مستوى مياهها يبقى ثابتا دائما، رغم أن وجودها في هذه الصحراء الممتدة بين المملكة والعراق، في مناخ شديد الحرارة، والذي يجعلها تتبخر، إلا أن نسبة مياهها ثابتة،وهذه المياه عندما تترك البحيرة خارجا تتحول إلى أحجار كلسية.
وتتميز مياه ساوة بأنها غنية بالكبريت والكالسيوم،لذا فإنها تستخدم في العلاج والاستشفاء،من كثير من الأمراض الجلدية، يحيط بالبحيرة عدد كبير من الكهوف، والتي لم يكتشف العلماء حقيقتها وأسرارها إلى الآن.
ولكن هناك دلائل تشير إلى أن هذه الكهوف سكنت قديما، ولكن ما تزال هذه النتائج غامضة إلى حد ما، ويتحدّث بعض الناس عن ظواهر غريبة، في البحيرة.
ومن بينها ظهور أشباح، وكائنات مائيّة عملاقة، تظهر وتختفي فجأة فيها، مقطع فيديو صوّر ظاهرة غريبة، في البحيرة نشر على موقع “يوتيوب” في عام 2016، ويتحدّث عن وجود كائن غريب في البحيرة يعتقد البعض أنّه نوع من الحيتان.
ليثير الرعب والخوف حولها، وتبقى بحيرة ساوة، واحدة من أكثر الأماكن القديمة الثرية، والتي اذا جفت تماما، ستكون علامة، من علامات الساعة الكبرى.