بحجابها الوقور وسمتها الراقي بدت ملكة متوجة على منصة القضاء الأمريكي لكن بقى الإجراء الأهم لاعتلاء منصة القضاء وهو القسم القانوني المرتبط بتلك المهمة المقدسة والقرار الآخر بشأن القرآن الكريم.. فما موقف متخذي قرار تعيينها؟
أصبح قرار تعيينها مسار اهتمام كبير لدى المسؤولين الأمريكيين بعد أن تقرر تعيينها في واحد من أخطر المناصب بالولايات المتحدة بحيث تعتلي منصة القضاء برغم أصولها العربية الإسلامية..
قرار بدون شائبة
خضع قرار تعيين السورية «نادية قحف» للعديد من المشاورات لأنه يتعلق بتعيين قاضية في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عقب ترشيح اسمها لذلك المنصب من أحد المسؤولين الكبار.
قانونا لا تشوب قرار تعيين القاضية السورية شائبة فهي حتما مؤهلة لذلك المنصب وإلا لما كان «فيل مورفي» حاكم ولاية نيوجيرسي رشحها بشكل رسمي إلى ذلك المنصب متحملا مسؤولية القرار.
سر المصحف الدمشقي
بمجرد إبلاغ «نادية قحف» بالموافقة على ترشيحها اتساقا مع الإجراءات القانون المعمول بها في تعيين القضاة في الولايات المتحدة كانت عينها على مصحف ورثته عن جدتها وأخذت تفكر في أداء القسم القانونية وفق مراسم التعيين.
يخضع تعيين القضاة في ولاية نيوجيرسي إلى انتخاب تباشره المحكمة للأسماء المرشحة حال توافر الأركان والشروط القانونية لتعيين القضاة واستيفاء المؤهلات والخبرات اللازمة لتولي تلك المسؤولية الحساسة.
تبلغ القاضية سورية الأصل نادية قحف من العمر خمسين عاما وجاء انتخابها لتكون بذلك أول قاضية سورية عربية تتولى ذلك المنصب وفق صلاحيات تامة تضمن أداء رسالة العدالة في الولايات المتحدة.
شغف دائم بالقانون
الخبرات التي حصلت عليها نادية قحف كانت الدافع الأساسي لقرار اختيارها قاضية فقعد عملت من قبل محامية وركزت جهودها على قضايا الهجرة. وهي أيضا متخصصة في قانون الأسرة حيث عملت من قبل في أحد مكاتب المحاماة الأمريكية المعنية بمثل ذلك النوع من القضايا وكان مشهودا لها بالكفاءة في عملها وشغفها الشديد بمجال القانون إلى أبعد الحدود.
«بأمانة وحيادية وعدالة وبأفضل ما بوسعي فليساعدني الله» هكذا أدت القاضية نادية قحف القسم القانونية بأن أقسمت على المصحف الشريف الذي ورثته عن جدتها، وتمت مراسم القسم وفق الإجراءات القانونية المعمول بها في ذلك الشأن.
كلمات مؤثرة بشأن الجيل الجديد
وأدلت القاضية بكلمات مؤثرة عقب تسلمها مهام عملها رسميا قالت فيها: أنا فخورة بتمثيل الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة وأريد لجيل الشباب أن يمارس شعائره الدينية دون خوف والتنوع مصدر قوتنا.
لا تعد نادية قحف القاضية المسلمة الوحيدة في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم تعيين العديد من القضاة المسلمين من قبل في ذات المنصب بعد انطباق المعايير والشروط القانونية عليهم.
