تركها سكانها ورحلوا فجأة، أبوابها مفتوحة دائمًا، أثاث المنزل لا يزال بداخلها، صورتها تجسد منظر مبدع وسط رمال الصحراء، لكن ما يحدث فيها حير المستكشفين،فلا يزال حتى الآن سرها ولغز ترك سكانها لها غير واضح، فما هي قصة مدينة المدام الأسطورية في الإمارات؟
أطلال مذهلة
الوقوف على أطلالها متاح للجميع، فهي تجذب الكثيرين حول العالم للتمتع بمناظر خلابة، فأبواب المنازل بها مفتوحة دائمًا، ولا يزال شاهد على بنائها الشامخ مسجد تعلو مأذنته كل شيء لتشير إلى وجودها بهذا المكان.
لكن رغم وجود آثارها المذهلة، ومسجدها ومنازلها مفتحة الأبواب لا يزال السر في ترك أهلها لمنازلهم غامض فلا يعرف أحد السبب الحقيقي وراء ذلك.
بل إن سكان المنطقة المجاورة أشاروا بأصابع الاقتراب من الاحتمال الأكبر لديهم بأن ما كان يحدث داخلها جعلها أهلها يتركونها بين عشية وضحاها.
غموض وأسرار
فعلى بعد حوالي 60 كيلومترًا من مدينة دبي، تقع قرية المدام المهجورة التي ابتلعتها رمال الصحراء، بلا شفقة، فلا تكاد تظهر المنازل التي كانت تشيع الحياة في أرجائها من كثرة الرمال.
بل إن من يدخل منزلًا من هذه المنازل يجد بها رمال كثيفة، ليبدأ الغموض يعم أرجاء المكان، بل وتتعقد الألغاز وتأخذ الأسرار رحلتها إلى عدم البوح عما بداخل القرية العجيبة.
لكن وجود الأثاث والمسجد، فضلًا عن ترك الأبواب مفتوحة ربما للزوار لهذه القرية بدأت احتمالات حل الأسرار تنكشف رويدًا رويدا، حاملة في طياتها العجب العجاب.
قوى خارقة
صورة من المشهد العجيب الذي بات يرسم لوحة لم يستطع فنان محترف الوصول إلى تجسيدها بهذه الطريقة، ذهبت إلى إضفاء روح جديدة.
فسكان المناطق المجاورة نسجوا خيوط الأساطير والروايات التي ربما تكون حقيقية، فكانت بدايتها بوجود قوى خارقة حولت القرية التي كانت تدب الحياة بكل أرجائها إلى مجرد منازل غمرتها الرمال.
رمال غطت منتصف كل منزل في القرية، لكن على الجانب الآخر من المشهد الأبواب المفتوحة للمنازل ظلت رافضة رواية القوى الخارقة لتغطية المنازل بالرمال.
إلى أن ظهر على السطح الحل الأوضح لدى هؤلاء السكان الذين ذهبوا في روايتهم إلى أن الجان والأطياف والأجسام المخيفة أجبرت سكان المدينة على تركها على الفور، ليبدأوا في سكنها بدلًا منهم.
سيناريوهات متعددة
فرغم أن الجان سكنها وطرد منها سكانها الأصليين، إلا أن الأثاث الذي كان متواجدًا بداخل المنازل لا يزال قطع منه باقية حتى الوقت الراهن، فضلًا عن عدم المساس بالمسجد، بالإضافة إلى ترك الأبواب مفتوحة لمن يريد زيارتها.
أمور متشابكة أفضت إلى الرواية الأكثر غرابة بوجود جان شرير، يطارد قرية المدام، وتحديداً أم الدويس، وهي روح أنثوية تتمتع بعيني القط، ويدين عبارة عن مناجل.
بل إن بعض المفسرين لترك السكان الأصليين القرية هو هبوب العواصف بشكل متكرر ما جعل الإقامة بالمنازل في القرية أمر مستحيل مع بداية غزو الرمال للمنازل من الداخل.
لكن السؤال، ما السبب الحقيقي لترك السكان منازلهم أهو الجان أم أنها الرمال؟