في محافظة الكرك بالأردن وفي المكان الذي شهد معركة مؤتة بين المسلمين والروم في قرية مردود، يردد سكان تلك المنطقة وحتى وقت قريب أشياء غريبة تحدث في مكان المعركة في صباح كل يوم جمعة .. فما القصة؟
معركة مؤتة التي وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، مازالت ذكراها حية في بلدة تتبع محافظة الكرك جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت بين جيش المسلمين المكوّن من ثلاثة آلاف بقيادة زيد بن حارثة ضد جيش ضخم من الروم وحلفائهم من العرب غير المسلمين ، كانت تلك المعركة بوابة دخول الإسلام إلى بلاد الشام والعراق ومنها للعالم بأسره.
مئات الأعوام مرت على تلك المعركة، إلا أن سكان تلك المنطقة في الأردن لم تمر عليهم فالسكان يرددون أنهم يرون ويسمعون مشاهد حية لتلك المعركة حتى وقت قريب.
ففي فجر كل يوم جمعة يقول السكان إنهم يلاحظون ظهور خيالات لفرسان الواقعة، كما يسمع صهيل خيولهم وصليل سيوفهم، ويعلو غبار المعركة الى عنان السماء، وأصوات سنابك خيل تكر وتفر، وكأن مشهد المعركة يتمثل مرة أخرى أمام السكان الذين اعتادوا رؤيتها كل جمعة.
تلك المشاهد أكدها الكثيرون ممن يعيشون بجوار المنطقة التي شهدت المعركة فهناك من أكد رؤيته لرؤوس تتطاير، وأشلاء في أرض المعركة ، كما ذكر السكان أن عمال الشركة الكورية التي نفذت بناء الجناح العسكري لجامعة مؤتة في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، أكدوا رؤيتهم لتلك المشاهد، حيث كانوا يعملون على مدار الساعة.
لكن تلك المشاهد التي ذكرها الكثير من سكان المنطقة وخارجها أو حتى زوارها لم توثق، وعلى حسب رواية أحد السكان فإنهم فضلوا عدم الإفصاح عنها علنا في وسائل الإعلام المختلفة لتظل الرواية التي قيل إنها استمرت لسنوات مجرد أقوال.
وهناك أيضا حكاية شعبية أخرى مرتبطة بمعركة مؤتة يرددها السكان وهي مقولة “مؤتة يا صحابة”، ويقال إن سبب تلك المقولة هو أن جغرافية بلدة مؤتة كان بها أخدود يمر من شرق البلدة إلى غربها، فكان على شخص يريد المرور من خلال الأخدود أن يشمر ثيابه ويهرول مسرعا في مشيته مرددا “مؤتة يا صحابة” وكانت تلك المقولة بمثابة استئذان بالمرور من الصحابة الشهداء في المكان.
و قرية مرود التي لها عمق تاريخي، التي شهدت تلك المعركة جاء اسمها من ممر الواد وهذا له ارتباط بمعركة مؤتة بينما يقول آخرون بأن التسمية أصلها (مرد) بفتح الميم والراء، وتعني العودة أو الإنسحاب، وهي من ضمن التكتيكات العسكرية التي نفذها القائد الرابع لجيش المسلمين خالد بن الوليد، بعد استشهاد قادة المعركة الثلاثة، زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب .