القصة الحقيقية لملكة الجان بلقيس بنت هدهاد

تتواتر قصص التاريخ حول حقيقة الملكة بلقيس ملكة اليمن ، بين من يعتبرها ملكة عادية تولت الحكم في ظروف غامضة ،وبين آخرون يعتبروها الوريثة القوية والحكيمة لوالدها ملك سبأ ، وأنها كانت لها طبيعة مزدوجة جعلت بني قحطان في اليمن يقتنعون بقوتها وحكمتها .. فترى ما القصة الخفية وراء هذه الملكة الغامضة ؟

استطاعت الملكة بلقيس أن تصبح جزءا من التاريخ عبر قصص كثيرة وردت عن قوتها وحكمتها ، وكيف كانت بلادها مزدهرة في عصرها، فكانت مششهورة بتجارة البخور والمر واللبان ، ولم تكن هناك بلد أو حضارة في ذلك الوقت إلا وتستورد منها ، بل وقيل إنها لم تكن تتحكم في تلك المنتجات فحسب ، بل تتحكم أيضا في التجارة .

أقاويل حول بلقيس

ترددت أقاويل كثيرة حول بلقيس ، فهناك من اعتبرها ملكة جميلة ، وهناك من وصفها بانها رمز للغواية وهناك من قال إنها تتمتع بالقوة والحكمة ورجاحة العقل التي مكنتها من تولي الحكم بعد أبيها الهدهاد بن شرحبيل ، بحسب ما ذكرت عدة مصادر ومنها كتاب التيجان في ملوك حمير لوهب بن منبه ، وربما ارتبطت صورة المرأة الجميلة المغوية ببلقيس وفقا للرواية التوراتية المرتبطة برغبة الملك سليمان في السيطرة عليها والاستحواذ على مملكتها ، والانبهار بجمالها وحكمتها .

هل كانت من الجان؟

تذكر بعض القصص أن بلقيس كانت أمها من الجان ، حيث كان والدها في مهمة استطلاع في أرض العدو ، فقابل شخصا أسود فانهى حياته ، واتضح ان هذا الرجل خادم لأسياد من الجان، وقرر ملك الجان مكافأة الهدهاد بتزويجه من أخته ، وأنجبت أخت ملك الجان بلقيس ، وكان لهذه الطبيعة المزدوجة بحسب بعض المؤرخين دور مهم ف قبول شعب سبأ او القحطانيين بأن تحكمهم امرأة .

التحكم في التجارة

كانت مملكة سبأ لا يقتصر مجدها على انتاج مواد مهمة ولكنها كانت تسيطر على التجارة في كثير من البلدان ، وكانت منتجات شعب سبأ تصل إلى مصر الفرعونية وإلى روما والقدس واليونان القديمة، ما جعلها تشهد ازدهارا كبيرا وطفرة في الحياة المعيشية .

حكمة الملكة

خضع القحطانيون لحكم بلقيس كما قيل بسبب طبيعتها المزدوجة فهو كإنسانة قادرة على التعامل معهم وفهمهم والحكم بينهم بالحق والعدل ، ومن جانب آخر لأن أمها جنية ، فكانت بلقيس تعتبر من ملكات الجان وبالتالي تتحكم في بوابة العالم السفلي وتستطيع أن تقوم بامور لا يقدر عليها بشر بمساعدة الجان ، وربما لهذا السبب لم يستطع أن يسيطر عليها ويحضرها إلى الملك سليمان إلا واحد من بني جنسها وهو نفر من الجان ، بحسب ما تذكر الكتب السماوية .

قصة عجيبة

لتظل قصة بلقيس والطبيعة المزدوجة لها وما تمثله من لغز في التاريخ بمثابة عبرة وعظة ومثالا على قوة المراة وحكمتها في التاريخ العربي القديم، والذي مزج فيها بين الواقع والأسطورة بطريقة تجعل منها قصة خالدة.