هو الرجل الذي قيل إنه سلم دولة الجزائر لفرنسا ، لتقع الجزائر تحت طائلة الاحتلال الفرنسي لسنوات طويلة عانت هي وشعبها فيها ، قيل إنه آخر الحكام العثمانيين وقيل إنه لا دخل له بتسليم الجزائر إلى فرنسا وأنه كان مغلوبا على أمره .
فمن هو الدالي حسين آخر الحكام العثمانيين في الجزائر وكيف انتهي به الحال بعد تسليمها ؟
من هو الدالي حسين
ضاحية كبيرة في قلب الجزائر تحمل اسمه، إنه الدالي حسين آخر الحكام العثمانيين في الجزائر، اسمه هو السلطان حسين بن الحسن ، تولي حكم الجزائر في الفترة بين 1818 إلى 1830.
وحسب التاريخ ولد هذا الرجل في ازمير في تركيا وينحدر من عائلة أرستقراطية كبيرة كانت هذه العائلة ثرية وتمتلك العديد من الأملاك .
كان الدالي حسين رجلا مثقفا ، حفظ القرآن الكريم وتعلم الكثير من العلوم الدينية من والده ، وتعلم أيضا فنون القتال وعمل كضابط وقبل انضمامه إلى المدرسة العسكرية في اسطنبول عمل في تجارة التبغ.عام 1795 انضم إلى حامية الجزائر حسب عمله كضابط لتبدأ من هنا قصة جديدة في حياته .
ذهابه إلى الجزائر
كان الدالي حسين يتمتع بقوة شخصية مما جعله يترقى في المناصب حتى أصبح عضوا في الديوان الحاكم الجزائري .وبدأ حسين يتسلم السلطة على أملاك الدولة ، فأصبح مسؤولا عن الضرائب وقائدا للفرسان ، وكان الداي علي حاكم الجزائر في ذلك الوقت يثق فيه ثقة كبيرة للغاية ، لدرجة أنه قبل موته أوصى أن يكون هو خليفته في حكم الجزائر .
هل سلم الجزائر إلى الفرنسيين؟
توقع الجميع أن يحكم الداي حسين الجزائر حكما قويا ، لكن ما حدث خالف كل التوقعات ، وانهار حكم الداي حسين
وحاول المؤرخون معرفة أسباب هذا الانهيار.
والبعض أرجعه إلى أن ديون فرنسا للجزائر كانت عائقا كبيرا حال دون تقدم البلاد ، وكانت من أسباب الاستعمار الفرنسي
وكان الدالي حسين قد قام بطرد قنصل فرنسا بسبب الديون الكبيرة وعدم التزام الفرنسيين بدفع هذه الديون مما وضع الدالي حسين في مأزق وخرج القنصل غضبان ولكنه اشتكى إلى بلده.
مما جعلهم يرسلون سفينة حربية وطالبوا الداي حسين باعتذار رسمي لدولتهم ليس ذلك فقط بل أن توضع اعلامهم على كل القلاع الجزائرية.
لكن الدالي حسين رفض كل هذه الشروط بجانب ديونهم التي لم يدفعوها فأعلن ملك فرنسا الحرب على الجزائر لتبدأ الحملة الفرنسية عام 1827، وبالطبع حاول الداي حسين مقاومة هذا الاستعمار مع جيشه لكن فرنسا كانت أقوى بكثير ولم يستطع الصمود أمامها.
تم ترحيله إلى فرنسا عام1830 مع عائلته ثم رحل إلى مصر التي توفي بها بعد أن ترك الجزائر تواجه أسوأ مصير وتعاني من ويلات الاحتلال الفرنسي لسنوات طويلة
فهل ترى الدالي حسين كان مخطئا أم أن الأمر كان أكبر من أن يواجهه بمفرده ؟