«حتى أنت يا بروتس»، عبارة يعرفها الكثيرون، ولكن هل تعرف قصة هذه العبارة التي قالتها يوليوس قيصر، والذي وُلد عام 100 ق.م في عائلة عريقة من الأشراف الرومان، والذي عاش رحلة مراهقته في عهد الحرمان «الحرمان من حماية القانون» الذي فرضه ماريوس صهر أبيه.
ويعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ وصاحب ثورة تحويل روما من جمهورية إلى مملكة وكان امبراطوراَ لها وخلفه العديد من الأباطرة والحكام الذين تبنوا أسمه وأبرزهم أبنه بالتبني أغسطس قيصر وبطليموس الخامس عشر «قيصرون» ابنه من كليوبترا السابعة.
تاريخ قيصر
وفقًا للمؤرخين، كان يوليوس قيصر منذ صغره محباَ للعلم حيث درس في اليونان العديد من العلوم، إذ كانت اليونان مركز العلوم في ذلك الحين وكان أبناء أثرياء روما يرسلون إليها للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه.
انضم قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ.
وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد، أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد إطلاق سراحه. حتى أنه تم اختياره زميلاَ جديداَ في كلية القساوسة عام 73 ق.م.
ثم أنضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطا على الإطلاق.
وقف قيصر إلى جانب بومبي مؤيداَ له بصورة صريحة عام 71 ق.م. وشكل قيصر وبومبي وكراسوس أول حكومة ثلاثية.
الحملات العسكرية والتوسع
خلال السنوات التسع التي تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من فرنسا وسوريا ومصر وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكما لإسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاَ.
ونصب بعد ذلك حاكماَ على بلاد الغال، وكانت تلك مهمة شغلته لتسعة سنوات كان خلالها تاركاَ لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما.
إلا إنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم عند هذا الوقت جعلتهم يعقدون لقاءَ فيما بينهم في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات. عين بومبي قنصلاَ وحيداَ عام 52 ق.م.
اغتيال
بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرباَ أهلية وهزيمة لجيش بومبي في إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك إلى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق.
حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة، غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في مارس من عام 44 ق.م، مما أدخل روما بحرب أهلية أخرى وحزن كبير على فقدانه، حيث انتقم ماركوس أنطونيوس «زميل قيصر» وأغسطس قيصر «ابن قيصر بالتبني» من مغتالي قيصر وهم بروتس «الذي يعتقد أنه كان ابناَ لقيصر».
ويُذكر أن قيصر قدم لبروتس في حياته العديد من المناصب والألقاب وعينه حاكم لغاليا ومع ذلك صوب نحوه الخنجر فقال له يوليوس قيصر «حتى أنت يا بروتس»
قصة الحادث
بدأت تفاصيل المؤامرة بعد إعلان قيصر ديكتاتورًا مدى الحياة على روما، حيث قام زملاءه بمجلس «السناتو» بانتظاره في القاعة وما أن جلس معهم قاموا جميعا بطعنه بخناجرهم في بطنه وصدره وكان الاتفاق أن لكل شخص منهم طعنه حتى يموت على أيديهم جميعا دون أن تقع التهمه على شخص واحد وتتالت الطعنات على أحشاء يوليوس قيصر حتى جاءه آخرهم بروتس، وطعنه بخنجره ليرد عليه قيصر بالجملة الشهيرة «حتى انت يا بروتس»، ليرد عليه بروتس قائلًا: «إني احبك ولكنى احب روما اكثر منك وجذب سلاحه من احشاءه ومات يوليوس هكذا بهذه الصورة البشعة».