هم أغرب الأحياء والقرى في تلك المجتمعات، فكيف تجرأوا على تحريم الشراب؟ وكيف قرروا أن يعيشون كيوم ولدتهم أمهاتهم؟ ومن أعطاهم الحق على السير عكس تيار حياة الحرية؟
لن تصدق أن مجتمعات في البلدان الغربية تحيا بهذه الطريقة.. أنهم يعيشون على طريقتهم الخاصة للغاية ولم تتجرأ سلطة أو قوة في الدنيا مهما بلغت سيطرتها أن تغير طريقتهم حتى وإن رفضتها.. منهم قرى حرمت وجود الكلاب وقرى أخرى اعتبروا أن لقاءات الحب بين أي طرفين تجلب اللعنة إلى العالم ومنهم من عاش في قطيعة مع الملابس.. نعم في تلك المناطق يوجد الجانب المشرق والمظلم من العادات القديمة وإن كانت عادات السوء هي الأكثر غلبة أحيانا.
قبل تناول أزمة الرافضين للملابس والذين طبقوا قانونهم على أنفسهم، علينا أن ندرك جيدا أن خصوم الملابس الذين يعيشون كيوم ميلادهم ليسوا فقط الذين انتشروا في بريطانيا ففي قرية بورنفيل التي عرفت بعاصمة الشيكولاتة لا يجوز تناول المشروبات وبحق للسلطات مواجهة من يحاول شربها.. عملا بمبدأ التحريم السائد في تلك المناطق البريطانية منذ أكثر من مائة وعشرين عاما.
صورة تتعارض مع أبسط قيم الإنسانية
وبرغم الجوانب الإيجابية في هذه المناطق إلا أن مجتمع سبيلبلاتز في بريطانيا يعكس صورة سلبية تتعارض مع أبسط قيم الإنسانية.. إنهم مجتمع في خصومة مع الملابس منذ خمسة وثمانين عاما ويرون ذلك التقليد المتبع لديهم أمرا عاديا من أصول البلدة وعاداتها الأصيلة.
نفقات الملابس في هذا المجتمع تصل إلى الصفر؛ لأنهم – ببساطة – لا يرتدونها ويضعون أي زائر إلى بلداتهم لا علم له بتلك العادات والتقاليد في موقف في غاية الحرج .. لأن الضيف في مجتمع سبيلبلاتز في بريطانيا قد يدخل حيا أو يمشي في شارع بحسن نية حينما يظن أنه يتعامل مع بشر أسوياء وفي النهاية يكتشف أنه مضطر إلى أن يمشي في الشارع مغمض العينين.
الآلاف من السكان في مجتمع سبيلبلاتز
قرية بريكيت وود، هيرتفوردشاير التي تضم الآلاف من السكان في مجتمع سبيلبلاتز تصل مساحتها إلى اثني عشر فدانا ويصل عدد المنازل فيها إلى خمسة وستين منزلا ولقد تم تأسيس هذه القرية التي يقاطع أهلها الملابس في عام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين على يد تشارلز ماكاسكي ولقد نسب إليه كتاب التاريخ البريطاني الحديث أنه دفع مقابل شرائها خمسمائة جنيه إسترليني.
القرية مملكة صغيرة
المكان يبدو استثنائيا ويميل سكانه فعلا إلى حياة الهدوء ويعتبرون القرية الصغيرة على مساحتها تلك مملكتهم الخاصة يحيون فيها بالطريقة التي تحلو لهم .. ولكن رغم ذلك هم يفضلون التخلص من أية ملابس لديهم ويرون أن تلك الطريقة في الحياة تجعلهم إلى الحياةى الطبيعية أقرب.
مقاطعة الستر في مواقع الترفيه
سكان القرية يفضلون أيضا الحصول على دروس في السباحة والجلوس في مواقع الترفيه والمطاعم من دون ارتداء أية ملابس تستر أجسادهم.. والأغرب من ذلك أنهم يعارضون أي مظهر من مظاهر الستر.. فهل ترى أنهم يحيون حقا حياة طبيعية أم تلك القرية بحاجة إلى دراسات نفسية تكشف الأسباب الحقيقية لتصرفات سكانها؟ – هذا.. إن سمحو أصلا لأحد بإجراء دراسات عليهم.