اكتشف العلماء كائن نادر صدفة خلال بث مباشر لبعثة في النصب التذكاري القومي البحري الأمريكي شمال غربي هاواي، ورصد فريق العلماء هذا الكائن خلال استكشافهم قاع المحيط بالقرب من موقع التراث العالمي، وظهر بمظهر مقلق كأنه كائن من عالم آخر… ماذا وجد العلماء في قاع المحيط؟
أثار ظهور هذا الكائن دهشة العلماء، فنادرًا ما يتم رصده ما جعل ظهوره المفاجئ محل اهتمام العلماء، خاصة بسبب مظهرة الغريب والمخيف كذلك.
يعيش الأخطبوط “دامبر” في أعماق المحيطات المفتوحة وصولا إلى عمق لا يقل عن 4000 متر، وتتطلب الحياة في هذه الأعماق القصوى القدرة على العيش في ماء بارد جداً وفي ظل غياب أشعة الشمس تمامًا، وهذا ما يجعل الأخطبوط دامبو نادر بشكل طبيعي.
وهذه الأنواع لديها سلوكيات متخصصة لزيادة احتمال أن تتكاثر بنجاح في أي وقت تجد فيه رفيقة، فالإناث يحملن البيض دائمًا في مراحل مختلفة من النمو ، ويمكنهن تخزين الحيوانات المنوية لفترات طويلة بعد التزاوج مع ذكر، وباستخدام هذه المزايا ، يمكن أن تنقل الأخطبوطات دامبو الحيوانات المنوية إلى بيضها الأكثر تطوراً في أي وقت تكون فيه الظروف البيئية مناسبة للتكاثر، على الرغم من أنها تقضي معظم حياتها معلقة فوق قاع البحر.
وتتميز معظم أنواع اخطبوط دامبو بصغير حجمها ، فعادة مع مايصل طولها إلى 20 سنتيمتر، وأكبر عينة لهذا الأخطبوط سجلت 1.82 متر في الطول و6 كلغ في الوزن.
أخطبوط دامبو لين الهيئة، وهو مرتبط مع بعضه البعض عن طريق اللوحات الرقيقة من الجلد وليس العظام، ويمكن تمييز الذكور والإناث عن طريق طول المصاص، حيث يصبح طول المصاص أطول عند الذكور ، بينما تتميز الإناث بإثنين من المخالب التي تلعب دورا أثناء التزاوج.
وتتحرك الأخطبوطات دامبو عن طريق الخفقان ببطء على زعانفها التي تشبه الأذن، وتستخدم أذرعها للتوجيه، ويأكل هذا النوع من أخطبوطات اللافقاريات البحرية التي تسبح فوق قاع البحر، ونظرًا لوجود عدد قليل من الحيوانات الخطيرة في أعماق البحار.
وتعد الحيوانات الرئيسية التي تتغذى على أخطبوط دامبو هي الأسماك التي تغوص في أعماق البحار والثدييات البحرية ، بما في ذلك التونة وأسماك القرش والدلافين، نظرًا لتفضيلهم للأعماق القصوى.
ويتغذى الأخطبوط دامبو على انواعاً مختلفة من القشريات، مثل الصدف والقواقع والديدان وغيرها من الكائنات التي تحوم فوق قاع المحيط، ويقوم الاخطبوط دامبو بابتلاع كل فرائسه، ولهذا السبب فإن حجم الفريسة دائما لا تتجاوز 1-2 مم.
ويبلغ متوسط عمر اخطبوط دامبو ما بين 3 و 5 سنوات، وعلى عكس العديد من كائنات رأسيات الأرجل، فإن أخطبوطات دامبو لا تحتوي على حبر، عندما تكون في أعماق البحار، حيث لا يصل أي ضوء تقريبًا، فإن إنتاج سحابة داكنة من الحبر يكون عديم الفائدة إلى حد كبير، لا يمكن أن يعيق رؤية حيوان مفترس أعمى بالفعل بسبب الظلام.
وتتميز أخطبوطات دامبو بحزام واسع بين أذرعها، مما يمنحها مظهرًا يشبه المظلة، وهم أعضاء في عائلة الأخطبوط المعروفة باسم “الأخطبوط المظلي”.
كل هذه السمات جعلت الأخطبوط دامبو نادر الظهور، حيث لا تذهب رحلات استكشافية إلى هذا العمق كل يوم.. ولكن هل تتوقعون أن يقدر العلماء على اصطياد أحد تلك الكائنات يوما؟