لن يتركني ابدا يا امي، كانت هذه آخر كلمات زينب حمد الفتاة الشابة الجزائرية التي سقطت في أعماق العشق بين الجان والبشر، ولكنها رفضت كالتالي:
كانت زينب طفلة عادية تعيش في إحدى قرى الجزائر وبدأت معانتها في مهد طفولتها، بدأت القصة عندما كانت تسمع أصواتا كثيرة تتحدث إليها وتهمس في أذنها.
أحيانا كانت تفهمهم واحيانا لا، وكانت ترى أشخاص غريبة وتلعب معهم وتراهم في أحلامها، اعتقد أهل زينب أن ما يحدث لها هو خيال طفلة تخلق عالما لتلعب معه، واعتقدت زينب ان هؤلاء هم أصحابها يلعبون معها وتلعب معهم.
لكن في العاشرة من عمرها لاحظت أمها أن زينب تتحدث إلى قطتين لونهم أسود وكانت تلعب معهم وتكلمهم.. هذا لم يرعبك انت فقط بل رعب الأم أيضا.
على كل حال قامت الأم بتتبعهم فوجدتهم في غرفة زينب داخل خزانة ملابسها وعندما فتحت الأم خزانة الملابس ..اختفت القطتين ولم يكن لهما أى أثر.
قررت الام أن تترك المنزل وتركت القرية، وعاشت زينب سنوات حاولت فيها تناسي ما يحدث.. فكانت تسمع بين الحين والحين اصوات تقول عودي يا زينب أو ارجعي نحن بانتظارك.
حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، ذهبت الأسرة في زيارة إلى القرية لأقاربهم، وفجأة سمعت زينب صوت يناديها بأن تأتي إلى المنزل.
شعرت زينب أنها تسير لا إراديا ودخلت المنزل المهجور وطُلب منها أن تدخل، وقامت بالدخول فعلا لتجد كل شئ تغير والطريق الذي أمامها موحش وبه زرع غريب وكأن البيت كان بوابة لعالم غريب.
وفي في آخر الممر كان ينتظرها مخلوق طويل، اسود اللون ويضع تاجا على رأسه، عرض عليها الزواج وأخبرها أنه يحبها وأنه من الجان لكنها رفضت وطلبت منه أن يتركها وشأنها.
لكنه خيرها بين أن تبقى معه وترى نعيم الدنيا وان ترفض الزواج منه وترى ما لن تستطيع تحمله، صممت زينب على الرفض، إذا كنت تعتقد أن ما سمعته إلى الآن هو الأغرب فاستمع الى ما حدث؟
تبين لزينب أن لقاءها بالجان العاشق كان 40 دقيقة لكن الحقيقة انها تغيبت لمدة عام كامل كانت أسرتها تبحث عنها ولم تراها في البيت رغم أنه أول مكان بحثوا فيه.كيف حدث ذلك؟ لا أحد.
حكت زينب قصتها هاتفيا لأحد المشايخ على التلفاز ، وكان صوتها خائفا ومرتعبا، وقالت انها متعبة من كثرة المشايخ والروحانيين ومحاولات العلاج.
ماتت زينب بعد هذا الاتصال الهاتفي بثلاث اشهر نتيجة حادث حريق غريب في غرفتها، وكانت آخر كلماتها لامها لن يتركني ابدا، لتبقى قصتها واحدة من قصص العالم الآخر المأساوية والتي لا نملك لها أي تفسير أو إجابة.