الكعبة هي قبلة المسلمين في صلواتهم وإليها يفدون في حجهم، وتهوى أفئدتهم وتتطلع الوصول إليها من كل أرجاء العالم، فقد يتم بناء ماكيت للكعبة المشرفة من أجل تعليم الأطفال مناسك الحج بهدف تعليمي، ولكن أن يتم بناء الكعبة في منزلك من أجل أن يحج إليها الناس بدلًا من الذهاب إلى زيارة بيت الله بمكة المكرمة، بل ودعوة المسلمين إلى زيارة كعبتك هو أغرب ما قد تواجه،ماذا حدث في السودان؟
هي قصة أغرب من الخيال، بدأت على ضفاف نهر النيل في بلاد الذهب، بدأت القصة مع سوداني وزوجته ادعيا ظهور الكعبة المشرّفة في منزلهما بحي أركويت جنوب شرقي مدينة الدمازين الواقعة في جنوب شرقي السودان، بحسب ما كشفت وسائل إعلام سودانية.
حدثت القصة في سبتمبر من العام 2020، عندما ادعى سوداني وزوجته ظهور الكعبة بمنزلهما ولم يكتفيا بذلك، بل قام بدعوة المسلمين من الجيران والأقارب إلى الطواف حول كعبتهم المزعومة.
ذاع صيت الزوجين وكعبتهم، وسط الأهالى مع سماع التكبيرات، بعد اقبال مجموع الناس عليهم، فتحركت السلطات السودانية لضبط الثنائي بعد تقديم بلاغ في حقّهما بتهمة “إهانة العقائد الدينية”، بحسب ما نقلت صحيفة “الجريدة” السودانية.
وقال شهود عيان إنّ المواطن كان يطلب من المواطنين الدخول في غرفته المظلمة وبعد إغلاق بابها يطلب منهم التكبير والتهليل وقول “لبيك اللهم لبيك”.
وعلى الرغم من الشرطة القت القبض على الزوجين، إلا أنها لم تثبت تهمة تلقي المواطن أموال من المواطنين نظير رؤيتهم المزعومة للكعبة.
ويبدو أن السودان، مستمر في إثارة الجدل بشأن بناء الكعبة، حيث تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي صورًا لمواطن سوداني قام ببناء الكعبة أمام منزله أيضًا داعيا السودانيين إلى زيارتها بدل الذهاب إلى مكة لاسيما أن تكاليف التأشيرة والسفر مرتفعة، مؤكدًا أن الله موجود في أى مكان فى الكون وليس فى السعودية فقط!
ولم تكن هذه المحاولة الغريبة عن بناء الكعبة فشهد التاريخ محاولات عديدة في الماضي، فمن القصص الغريبة في ليبيا أنه في القرن الثامن عشر قرر شيوخ القبائل في الجبل الأخضر بناء مكان للحج بدل الحج لمكة المكرمة للتسهيل على الناس من مشقة السفر والمحافظة على الأموال التي كانت ستصرف في الحجاز وكان الحجاج من مناطق الجبل الأخضر يحجون سنويا لهذا المكان.
تفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ حيث بناها الملائكة وآدم وشيت بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبدالله بن الزبير عام 65هـ، والحجاج بن يوسف عام 74هـ… هل شاهدت أغرب من ذلك؟