لم تكن مجرد عاصفة عابرة، ولا مجرد إعصار ومر مرور الكرام ، بل كانت تحمل معها الموت في كل مكان رياح اقتلعت كل شئ
وما رآه شهود العيان الذين كتبت لهم النجاة بأعجوبة، أمر يشيب له الولدان .
فقد حكوا أنه كانت هناك موجتان، وكانت الموجة الثانية هي التي أطاحت بكل من كان في درنة، حين داهمتهم في منتصف الليل وهم نيام لتقتلع حتى الحديد من الأرض .
فما الذي حدث بالضبط .وما الذي حكاه من كتبت لهم النجاة والحياة مرة أخرى في درنة ؟ وكيف قضوا ساعات الليل الأخيرة حتى الفجر، وهم يحاربون الطوفان كما وصفوه في أسوأ ليلة مرت على ليبيا !!
شاهد عيان
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدأ كل شي حيث كانت العاصفة تضرب بقوة مناطق متفرقة شرق ليبيا، حيث يقول شاهد عيان يدعى عبد المنعم عوض الشيخ ويبلغ من العمر 73 عاما إنه في ذلك التوقيت سمع صراخا وأصواتا مفزعة.
لدرجة أنه وصف الأمر قائلا إن أبواب المنزل كانت تُخلع من مكانها وتضرب كل شئ ولم تترك شيئا في مكانه والأصعب أن الناس كانوا نائمين فقاموا فزعين غير مستوعبين ما يحدث .
المياه تغمر كل شئ
ويقول الرجل أنه لم يأخذ أي شئ معه سوى نظاراته وهاتفه الجوال، ويصف الأمر بأنه رأى المياه تزلزل الأبواب الحديدية حسب وصفه للمنازل في المبنى وشعر بهول وصفه بأنه لم ير أو يتخيل أن يرى في حياته مثله.
وكان الشيخ يسكن في الطابق الأول مع زوجته، ولديه ابنان يسكنان مع عائلتيهما في المبنى لكن في طابقين أعلى.
ولم يدرى الشيخ ماذا يفعل لكنه فكر سريعا وفي خلال دقائق صعد إلى الطابق الرابع ليبتعد عن المياه وبعد مرور وقت بدأت المياه في الانحسار والتوجه نحو مجرى النهر القريب وهذا كان من حسن حظه .
موجة أكبر
اعتقد الشيخ أن الأمر قد انتهى أو ربما هدأ ولو قليلا ، كل ذلك والساعة لم تتجاوز الثانية بعد منتصف الليل، لكن بعد حوالي ثلث ساعة سمع الشيخ ابنه يصيح ويقول إن هناك موجة أخرى قادمة وهي أكبر من الأولى، ارتفاعها يصل إلى حوالي 20 مترا.
وكان ذلك بداية لكابوس آخر، حيث صعد مع عائلته بعد ذلك إلى الطابق الخامس ولم يكن لديهم خيار آخر سوى أن يصل إلى منزل جاره وهو ابن عمه عن طريق وضع سلم خشبي والانتقال إلى السطح الثاني وظلوا هناك حتى طلوع النهار .
شاهد آخر
ويحكي أيضا شاهد عيان كتبت له النجاة من تلك الفاجعة يوضح أن الموجة الأولى لم تتجاوز مستوى الرصيف ولم تدخل إلى المنازل.
لكن كانت الفاجعة في الموجة الثانية والتي جاءت “بقوة” ووصلت بارتفاعها الرهيب إلى الطابق الثاني والثالث.وتلك الموجة الثانية حسب وصفه أخذت معها سيارات وأغراض وأشخاص داخل سيارات في مشاهد تبكي القلوب .
مأساة كبرى
وكانت العاصفة دانيال تسببت في سقوط أمطار غزيرة على مناطق في شرق ليبيا في أيام الأحد والاثنين التاليين للإعصار،
وأدى ذلك إلى انهيار سدين في درنة، وهو ما تسبب في مأساة كبرى حيث تدفقت المياه بقوة وجرفت أجزاء من المدينة تضمنت البنية التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار ، وهو ما يشبه ال”تسونامي”، وتحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة وغربها
وتلقى المواطنون الليبيون حسب قولهم تحذيرات قبل يوم واحد من أن هناك أمطارا قوية متوقعة، وأنه يجب البقاء في المنازل وعدم الخروج إلى الشوارع لكنهم لم يتخيلوا أن يصل الأمر إلى هذا الحد وإلي فاجعة كبرى محت درنة من على وجه الأرض حسب قولهم\ز