يوجد هناك العديد من صور فانوس رمضان المختلفة على مر العصور، ولكن بالرغم من التجديد في شكل ونوع ولون فوانيس رمضان كل عام إلا أنه يبقى فانونس رمضان القديم الحديد أبو شمعة هو الأساس والذي تربى عليه العديد من الأجيال.
وتغيرت أشكال وأصناف فانوس رمضان بسرعة فائقة لإرضاء كافة الأذواق، ويظهر كل العام العديد من الشخصيات الجديدة التي تكون على شهرة واسعة في أذهان الصغار والكبار، ولكن يبقى الفانوس القديم له الكثير من الزبائن كبارا وصغارا وأطفالا كل عام، فيبقى هو الأصل صاحب الشهرة الواسعة والرغبة الدائمة لدى الكثير من الجمهور بالأسواق المحلية والعالمية أيضا.
وعن صناعة الفانوس..أكد العديد من بائعي الفوانيس في الأسواق المصرية، أنهم يبدأون في صناعة الفوانيس الرمضانية عقب انتهاء عيد الأضحى المبارك حيث يقوم بإحضار الزجاج الخاص لكل نوعية فوانيس وطباعة الرسومات عليه، وأن المعدات والخامات المطلوبة يتم جلبها من الورش التاريخية القديمة فى مصر القديمة بمحافظة القاهرة كل موسم رمضاني، ثم يتم البدء في تجهيزها ودهانها الدهان المناسب للألوان الموضة لكل عام، ثم يتم إدخال اللحام المناسب للخامات وتثبيت أجزاء الفانوس.
ولكل نوع فانوس طريقة خاصة به لصناعته، فالفانوس الصاج فيتم شرائه شرائح ويتم ادخالها مكبس لعمل رسومات، أما الجزء العلوى من الفانوس فيتم صناعته يدويا على أيدي الصناع المصريين باستخدام”مقص” واستخدام “السندال، المطراش، التناية، الدقماق الخشبى، الجاكوش، البنسة، والمبرومة” لصناعة أجزاء الفانوس وتقفيله حتى يكون فى شكله النهائى ويصبح متاحا للجمهور.
ثم يتم إدخال بعض الألوان النحاسية الصفراء التى تدخل الفانوس فى صورته المميزة حتى يكون ببريقه المعروف عنه، ثم بعد ذلك يتم وضع اللمبات المضيئة داخله لكي يضئ، كما يقوم صانعي الفوانيس الزينة المطلوبة والمواد اللازمة والتطريز على جوانب الفانوس لإضفاء شكل جمالي ساحر عليه، ثم بعد ذلك يتم تركيب اللمبات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة المناسبة لكل فانوس داخله لتشغيله لكي يصدر عنه صوت غنائي جميل، ومع شهر رجب يتم بتقفيل الفانوس ليصبح فى شكله النهائى ويتم عرضه بأنواعه وأحجامه المتنوعة فى المحلات الخاصة بالتجار في الأسواق المحلية للجمهور.
وهناك فوانيس رمضانية بشمعة وفوانيس أخرى بلمبة “بلحة” وفوانيس بلمبات كبيرة وتكون أكثر إضاءة من الفوانيس الأخرى، ويسعى العديد من الصناع والتجار في الإبداع في الفوانيس كل موسم رمضاني لرسم الفرحة على وجوه الكبار والصغار والأطفال، ويعملون دائما على تطوير صناعة الفوانيس وجعلها أكثر ابداعا وجمالا عن العام الاسبق، والعمل على التجديد في الأشكال والالوان.
أما عن الفوانيس الأخرى غير الفوانيس النحاسية القديمة، فأشهر أنواع الفوانيس “الدلاية، بولا، برج”، وأخرهم ابتكار فانوس وعليه صورة النجم “محمد صلاح” الذى يعشقه المصريين ويعتبرونه فخر العرب جميها، وبالفعل حاز ذلك الفانوس على إقبال كبير من قبل جمهور اللاعب المحترف محمد صلاح خلال الموسم الرمضاني الماضي.
وعن تاريخ الفانوس العربي النحاسي أبو شمعة القديم في مصر، فأنه يعود للدولة الفاطمية في مصر التي كانت يخرج أهلها بالكامل لرؤية هلال شهر رمضان المبارك كل عام، ويصطفون بالشوارع الأطفال بالأمام والكبار خلفهم وهم يحملون الفوانيس النحاسية القديمة المضيئة ليلاً، ثم توارثت الشعوب هذه العادة على مدار السنوات وأصبحوا يغنون أغاني رمضان الجميلة الشهيرة في كل أنحاء مصر كأغنية “وحوى يا وحوى”، وأغنية “رمضان جانا” وغيرها من التراثيات المصرية القديمة الجميلة.
ومنذ ذاك الوقت قرر الأهالي أن تكون تلك العادة تكون عادة سنوية يمارسونها كل موسم رمضاني كبارا وصغارا وأطفالا، ويسعى الصناع والتجار كل عام أن يتم تجهيز الفوانيس وتجميلها لاستقبال شهر رمضان المبارك بحملها والغناء بها من قبل الأطفال بمختلف أنحاء مصر.