ظاهرة خطيرة تربك السوريين بانتشارها

فرَّقت السوريين بين مؤيد ومعارض وفريق ثالث يظهر المعارضة وُيبْطِن التأييد ولا أحد يجرؤ على النقاش معهن.. حتى السوريات اللائي تظاهرن أنهن ضد ذلك التصرف جملة وتفصيلا كان من بينهم أعداد أقبلت عليه فهل أجبرت الظروف الاقتصادية الجميع على التصرف بنحو مغاير لعادات ذلك المجتمع ودينه؟؟؟

أحوال اقتصادية فرضت نفسها على جميع السوريات كافة.. وأصبح الزواج بالنسبة لهن حلما يقترب من المستحيل.. وأمام ذلك المستحيل قررن اللجوء إلى تصرف صعب من دون دراسة الموقف في ذلك المجتمع المحافظ.

أحكام شرعية وأخرى قانونية

هذه الظاهرة التي لجأ عدد من السوريات إليها محكومة بالدرجة الأولى بعدد من المحاذير الشرعية والقانونية؛ لأنها تتعلق بالأنساب ومصير الآلاف من الأسر التي تطالب بوضع خد لهذه الظاهرة، أو تكون تحت ضوابط مشددة من الناحية الشرعية والقانونية.

أمومة بدون تكوين أسرة

نعم.. هناك إنجاب سيتم من دون زواج في الوقت الراهن.. وليس ذلك لغزا بل إنه حقيقة فرضتها تأخر وربما تهرب الشباب من تكون أسر في سوريا لكن التقارير الرسمية تبدو غير مطمئنة ففي ذلك البلد يوجد أكثر من ثلاثة ملايين سيدة تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما من دون تكوين أسرة وتقارب تلك النسبة سبعين في المائة من السوريات أي أكثر من ثلثي عدد
المواطنات، باعتراف وزارة الشؤون الاجتماعية ذاتها.

الشباب لم يعد قادرا على التحمل

يتزامن مع ذلك ضعف إقبال الشباب السوريين على تكوين أسر بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الزواج وتحميل الشاب
كامل تكاليف بناء الأسرة الجديدة .. حتى من فكر في الإقدام على تلك الخطوة منهم فلقد تأخر كذلك عن تحقيق حلم الأبوة
والأمومة.. فهل كان ذلك هو الدافع الأساسي لبداية الظاهرة الجديدة.

الخبراء يرونه ضرورة

أمام تلك الأوضاع بدأت أزمة تجميد البويضات وأخذت حالة الظاهرة في المجتمع السوري.. وبرغم الجدل الدائر بشأنها إلا أن كثيرا من الأطباء يؤيدون ذلك مستندين في رأيهم إلى الحق في الأمومة.
أستاذ الطب بكلية الطب بجامعة دمشق، الدكتور مروان الحلبي يرى أن «التجميد» إجراء طبي يعد ضرورة في المجتمع
السوري.. بينما تصل تكاليف العملية الواحدة إلى أربعة ملايين ليرة.

تقدم يخدم الإنسانية ودوائر فقيه تضع ضوابط

المؤيدون يرونها علمية تخدم الإنسانية وهيأت للسيدات سبب إنجاب تجاوزن به الإشكاليات الطارئة، وأن الشرع خلا من النصوص التي تعتبرها محرمة، بمقاصده السامية التي لا تمنع ذلك باعتباره أمرا لا يتجاوز حدود الشريعة لكن بعض الدوائر الفقهية ترى حتمية وضع ضوابط ملائمة للتبويض.

سن الحكمة وإقبال كبير

علميا يعتبر الأطباء أن السيدات سواء السوريات أو غيرهن، يقل لديهن معدل إنتاج البويضات بعد سن الأربعين أو حال الاقتراب من سن الحكمة، وهن في ذات الوقت يعشن على أمل تحقيق حلم الأمومة مستقبلا..

لكن اجتماعيا لا زالت المحاذير الثقافية تحيط بتلك الإجراءات وتفرض بشأنها موانع كثيرة .. حتى أن عددا من السوريات اللائي أقبلن عليها أبدين مخاوفهن من إعلانها تحسبا للمجتمع الذي يعتبرها أمرا غريبا.

Exit mobile version