اختفت تحت الأرض، بمنازلها وأثاثها، طمست معالم بيوتها، وغطتها الرمال، صوت الصحراء يملؤها، وأنين صوت أنثوي غريب يسري في الليل، يرهب كل من يسمعه، تركها أهلها وفروا، من الخوف والرعب، فما حكاية قرية الغريفة، في صحراء الإمارات
لماذا هجرها أهلها وتركوا بيوتهم، وما حكاية المرأة التي تسكنهاولماذا انتقمت من كل من فيها.
كيف اختفت تحت الأرض
قرية حولتها حكايات الأجيال عنها إلى شبه أسطورة في الغموض، فباتت مقصداً للسياح والباحثين عن الإثارة،في رمال صحراء الإمارات.
على بعد نحو 60 كيلومتراً عن مدينة دبي، ونحو 50 كم عن مدينة الشارقة، عندما تنظر إلى القرية من بعيد، لا تزال أطلال المنازل القديمة مرئية، باستثناء بعض المنازل التي غرقت بالكامل، في بحر من الرمال، والتي تدفقت عبر النوافذ، وغمرت الساحات وقطع الأثاث، بالإضافة إلى أن المسجد لا يزال يحتفظ بشكله.
هناك دلائل تشير إلى أن السكان قد أخلوا القرية على عجل، مثل الأبواب المفتوحة على مصراعيها، والأمتعة الشخصية المتناثرة، والأطلال التي أثارت العديد من الأساطير
أين تقع قرية الغريفة
تسمية قرية الغريفة، جاءت نسبة إلى اسم منطقة قديمة، وكان يطلق عليها سيح الغريف، وقديماً أول من سكن فيها هي عائلة الكتبي، وظلت فيها من 1980 وحتى 1994، إلا أنها تعرضت لتيارات هوائية بشكل لافت.
تحركت بسببها الرمال عام 1995 إلى المنازل ما جعل أهلها يتركونها.وقد طمست الرمال معظم معالمهاكأنما لم يسكنها بشر مطلقاً، رغم بعدها مسافة صغيرة فقط عن المباني والأبراج الشاهقة، ومعظم السكان الأصليين انتقلوا إلى منطقة جديدة، بعد أن تركها أهلها لتحرك الرمال داخل البيوت، تاركين وراءهم ذكريات جميلة.
قصة أم الدويس
ويتشارك سكان القرى المجاورة أساطير عن جان شرير، طارد قرية “الغريفة” يسمى ” أم الدويس” وهي روح أنثوية تتمتع بعيني القط، ويدين عبارة عن آلة حادة مقوسة، و”أم الدويس” أسطورة إماراتية مرعبة ومخيفة.
تحكي عن امرأة جميلة تضع العطور الجذابة، وتسير في الطرقات في الأوقات والأماكن، التي تتمكن فيها من استدراج ضحاياها من الرجال بعطورها، ومن ثم تنهي حياتهم، وقد اشتكى أهل القرية منها،ومن رؤيتها، وقام المشايخ بتحضيرها
وطلبوا منها أن تتركهم في حالهم.
فرفضت وقالت إنها ملكة لقبيلة من الجان، وأن هذه القرية هي قريتها، وأنها لن تترك أرضها، فقام أحد المشايخ، بإنهاء حياة ابنها، انتقاما منها، لتبتعد عن أهل القرية.
فغضبت أم الدويس، وانتقمت من كل من في القرية، بإخفاء بيوتها، فهجر سكانها بيوتهم، وفروا بحياتهم.
معلم سياحي
ورغم كل ما قيل، تلفت القرية نظر العديد من الأشخاص، خاصة من محبي السفاري، ومخرجي أفلام الطبيعية، الذين اعتادوا الذهاب إلى المنطقة في الإجازات، نظراً لما تحويه من أجواء رائعة، ومساحات صحراوية شاسعة.
يستطيع أي زائر أو سائح الاستمتاع فيها بقيادة دراجته النارية، لكن في الليل، يرحل الجميع، فصوت بكاء أم الدويس، وأنينها المستمر، لا يستطيع أحد أن يتحمله، ويدب الرعب في قلب كل من يحاول، أن يمر في محيط القرية.