هي بمثابة حصان طروادة وسط دول الناتو ودول الاتحاد الأوروبي، تمتلكها روسيا ويسكنها نحو مليون شخص يمثلون هاجس لدول الناتو،إنها “كالينينجراد”.. بالإضافة إلى مليون نسمة وضعت روسيا بها أحدث منظوماتها العسكرية، لاسيما مقذوفات إسكندر التي لا تستطيع دول حلف شمال الأطلسي التصدي لها.. ما هي قصة حصان طروادة الروسي في قلب أوروبا؟
كالينينجراد الكابوس الروسي في قلب الناتو
كالينينجراد هي الكابوس الروسي في وسط دول الناتو، بسببها لا يعرفون النوم، ولا تطمئن قلوبهم، ينتظرون مصيرهم في أي لحظة، لاسيما مع تصاعد الأحداث في أوكرانيا، وزيادة وتيرة المواجهات العسكرية التي تنعكس على الأوضاع في أوروبا بشكل كبير.
صداع عمره 82 عاما
صداع كالينينجراد، لم يكن حديث العهد، بل هو صداع مستمر في رأس أوروبا منذ نحو 82 عاما مع انتهاء المواجهة العالمية الثانية، حيث أصبحت قطعة من الاتحاد الروسي مع توزيع غنائم ممتلكات الإمبراطورية الألمانية، فبين عام 1947 و 1948 تلقى السكان الألمان أوامر بحمل أغراضهم والرحيل عن مدينتهم واستبدال السكان بآخرين من الروس الذي بلغ عددهم قرابة مليون روسي.
بداية القصة منذ 1991 وليست وليدة اللحظة
لكن قصة هذه المدينة لم تنتهي هنا، إنها البداية فقط، ففي عام 1991 وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي تحولت المدينة لمنطقة روسية معزولة ومحاصرة بأوروبا تزامنا مع انضمام بولندا وليتوانيا لحلف شمال الأطلسي.
حيث أصبحت محصورة بين دول تابعة لحلف شمال الأطلسي، فتحدها بولندا من الجنوب وليتوانيا من الشمال والشرق، وتحيطها شمالا مياه بحر البلطيق.
كالينينجراد تقلب المعادلة
في الظروف الطبيعية كانت كالينينجراد ستكون نقطة ضعف روسية، في ظل محاصرتها من قبل دول حلف الناتو في ظل مواجهة مستعرة على أرض أوكرانيا بدعم من دول الحلف، إلا أن موسكو أدركت ذلك مبكرًا ومدت أرضها وسط دول الناتو بأحدث المنظومات العسكرية، بالإضافة إلى مقذوفات إسكندر التي يفتقر الناتو حاليا للقدرة على مواجهتها.
أسطول روسي مجهز وغواصات في الأعماق
كما أن الأسطول البحري الروسي يتمركز على سواحل بحر البلطيق في كالينينجراد بما في ذلك سفن مجهزة بمنظومات “كاليبر” المجنحة التي يصعب أيضا على الناتو إسقاطها، ومع هذه السفن غواصتين من مشروع “877” ما يزيد قوة الضربة الروسية الوقائية، في حال استهداف الجزيرة.
كفة موسكو الراجحة في أي مواجهة عسكرية
وأكدت مجلة “National Interest” الأمريكية، أن القدرات العسكرية الروسية في كالينيجراد تكبح إلى أقصى حدّ قدرة القوات الأمريكية والأوروبية، لافتة إلى أن في حال المواجهة العسكرية، ستكون النتيجة مسحومة بأنه لا إمكانية لدى دول حلف الناتو المجاورة لمقاطعة كالينينجراد الروسية لمواجهة القوات الروسية، وفي حال حدوث مواجهة فإن كفة موسكو هي الراجحة.
حصان طروادة روسي في حضن أوروبا
لتكون كالينيجراد، كالغصة في حلق حلف الناتو، فبدلًا من أن تكون قوة معطلة أو محاصرة أصبحت كحصان طروادة الروسي في حضن أوروبا، وتستطيع بواسطتها روسيا محاصرة بولندا من اتجاهين، حيث تقف عناصر فاجنر الروسية على الحدود مع بولندا من جهة بيلا روسيا، فيما على الجانب الآخر تقع كالينيجراد أقوى فيدرالية روسية في قلب أوروبا.