هل وصلت مخالفات البشر إلى الجرأة على حدود الله؟ ومن كان المتورط الأساسي في تحريف مناسك الحج؟ وأي فريضة تلك التي لا تعرف الستر إلا للأغنياء وحدهم دون غيرهم من ذوي الحاجة؟ وهل وصل الأمر بهؤلاء الملبين إلى تغيير التاريخ؟
كان نداء الله للحج يتضمن قواعد لاحترام مكانة الشعائر المقدسة فلا مكان في تلك البقاع المقدسة لمعصية أو تلاسن أو تنابز بالألقاب ولا سبيل إلى ما كان يفعله العرب حينما كانوا يتجادلون أثناء الوقوف بعرفة وفق العلماء المفسرين.. وكذلك الغضب لا مكان له في الحج الذي يعد أهم مؤتمر إسلامي عالمي يجمع المسلمين من بقاع الأرض كافة.
ماذا فعلوا بالكعبة قبل الإسلام
لكن هل علمت أن مكانة الحج ومناسكه تعرضت لتحريف؟يبدو السؤال صادما لكن تلك الصدمة ستزول حال علمنا طرق آداء الحج قبل مجئ الإسلام وشروق شمس الهداية الربانية على الأرض.. حيث كان العرب قبل ظهور الإسلام يحجون إلى الكعبة المشرفة لكن ذلك الحج لم يكن من الدين في شئ .
إنه «عمر بن لحي» ذلك الاسم المرتبط بأكبر تحريف طال المناسك المقدسة قبل الإسلام حيث أدخل الأصنام بمحيط الكعبة المشرفة أما الطواف حولها فكان بالتصفيق والتصفير وكان من أغرب عادات الحجاج – حينذاك – الطواف بالكعبة دون ستر الجسد وحتى حينما قرروا اللجوء إلى الستر صنع القريشيون الملابس للأغنياء من أصحاب الثروة والنفوذ كي يطوفوا مستورين بينما يطوف ذوو الحاجة ممن يعانون ضيق ذات اليد حولها دون ستر!
وفق موقع «تراثيات»
toraseyat
لكل قبيلة تلبيتها
تواصل الحج في عصر الجاهلية وكان من غرائبه عدم توحيد التلبية أثناء الطواف حول الكعبة المشرفة.. فكانت إلى الكعبة تحج قبائل «حِميَر، وكندة، وهمدان، وخزاعة» وغيرها من القبائل العربية التي كانت تؤدي الحج على طريقتها الخاصة، وكان من بين هذه القبائل قبيلة «عك» التي وثقت بعض المواد الدرامية الأناشيد التي كان أبناء هذه القبيلة يرددونها.
وكان أبناء قبيلة «عك» يرددون :
«لبيك قد أتتك عكٌ عانية .. عبادك اليمانية .. كما تحج النائية..»
بينما كان أبناء قبيلة غسان يلبون قائلين
«لبيك قد أتتك غسان معا ملبية أولاد جفنة الند والنادية»
وكلها تلبية اعتبرها الإسلام بعد ذلك ادعاءات لا أساس لها من الدعاء ولا تصلح للعبادة.
من وراء الترويج لهذه القبيلة
لكن لماذا انتشرت تلبية «نحن غرابا عك؟؟؟؟؟» انتشرت تلبية قبيلة عك بعد ترويجها دراميا لكنها رغم بطلانها تعيد التذكير بتلك القبيلة التي يعود أصلها إلى «عدنان بن أد»، وتنتسب إلى ذرية خليل الله إبراهيم عليه السلام واستقرت تلك القبيلة في اليمن .. وقد أسلم أبناء تلك القبيلة لاحقا وحسن إسلامهم حيث قدموا أدوارا هامة لخدمة الدين..
ولا زال التاريخ يبوح بمزيد من الأسرار بشأن تلك البقاع المقدسة التي أراد الله لها طهارة أبدية وفيها ترفع الدعوات وتتزل بأمر ربها الرحمات..