هل تخيلت يوما عودة العصر الحجري في أحد المناطق القريبة من العالم؟ وهل سيتكيف من يعيشون في العصر الحجري مع العصر الحالي و معطيات الحياة العصرية يوما؟، أم أن إدماجهم فيها سيضطر العالم إلى إجراءات قاسية بشأنهم؟
تبدو سحنتهم غريبة عن العالم دون غيرهم من سائر البشر وبالكاد تُرى أقدامهم وإن كانت تلك الأقدام غير عادية.. فهي أقدام تظهر مختزلة ويرى الناس منها ثلاثة أصابع فقط في القدم.
التقييمات العلمية لهم تشير إلى أنهم بشر عاديون لكنهم دخلوا مواجهة صعبة مع خلل وراثي لديهم انتهى بهم إلى تلك الحالة .
لماذا يعشقون الحياة البدائية؟
يعتبر المهتمون بتتبع القبائل وحركة السكان حول العالم أن هؤلاء البشر عائدون إلى العصر الحديث من العصر الحجري وهم سكان قبائل غابات الأمازون حيث يحيون حياة منغلقة للغاية وربما شاهدوا أحد وسائل التقنيات الحديثة فظنوها شيئا من الخيال لا يقتربون منها خوفا من أن تكون هذه المخترعات التي يستخدمها البشر شيئا غريبا من عالم آخر، وربما من صنع كائنات فضائية
برغم انعدام أي مظهر من مظاهر التكنولوجيا .. يسمى السكان القريبون من تلك المناطق سكان تلك المواقع بأنهم «القبيلة الأسعد».. وذلك في إشارة إلى حياتهم البعيدة كل البعد عن أي أضرار سلبية للحياة المدنية الحديثة.
الطبيعة هي الحل
ليس غريبا أن تنعدم علاقة إنسان يعيش بتلك الطريقة بأي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة أو الإعلام أو وسائل النقل والرفاهية حيث يعتبر هؤلاء السكان رفاهيتهم وسعادتهم بالابتعاد تماما عن أي مظهر من مظاهر البعد عن الطبيعة .
لغة الأرقام والحسابات غائبة تماما عنهم فيتعاملون مع كل شيء كما يتعاملون مع مياه الأمطار في تلك المنطقة المطيرة من العام وهم بالكاد يعرفون كلمة «بعض» في محاولتهم العد دون احتساب أرقام.
لا ألوان ولا نوم
أما الألوان بالنسبة لسكان تلك المنطقة فهي اثنان فقط هما: الأبيض وضده، وهم ليسوا بحاجة إلى غرف نوم أو تخصيص ساعات يوميا للنوم لأنهم ببساطة «لا ينامون»!!!
يعتقد ذلك الصنف النادر من البشر أن النوم إهدار للطاقة وأن الأفضل من النوم هي الغفوة كل مدة قصيرة حتى لا يتعرضون – حسب معتقداتهم – لأزمات صحية نتيجة النوم.
حتى اللغة التي يتحدثونها هؤلاء السكان قليلة الكلمات جدا بما يفي بتلبية التواصل المحدود لأغراض حياتية بسيطة للغاية فهم لا يفكرون في ثمن فواتير كهرباء أو مياه أو غاز لأنهم يعيشون على ما تمدهم به الطبيعة.
علاقات اجتماعية «صفر»
العلاقات الاجتماعية التي يعيشها أبناء القبيلة مختزلة في «أبن وأب وأخ».. أما الحوادث والأعمال الممنوعة قانونا فلا يقربونها بالمرة لأنهم لا يتنازعون على أية ثروات وقد اكتفوا بما نالوه من الطبيعة.
يؤمن أبناء أصحاب فلسفة العصر الحجري بأهمية الغناء بوصفه سبيلا إلى الأحلام السعيدة التي تضيف إلى رصيد أفراحهم، وبمرور سبعة أعوام بعمر كل منهم يلجأ إلى تغيير اسمه.
ربما تشبه حياة أولئك القادمين من العصر الحجري حياة رحلات السفاري لكن أعمارهم رحلة طال أمدها دون أن تمس حضارة يعتبرون أن مدنيتها استهداف للطبيعة ويعتبرون أنفسهم قد انتصروا على العالم في مسابقة الحصول على السعادة!!!!