إنها مدينة النور التي ولد فيها السيد المسيح والتي نزل فيها الوحي علي السيدة مريم العذراء يأمرها أن تهز بجذع النخلة وأن تخرج علي الناس صائمة وتترك النور الذي خلق بكلمة من الله يدافع عنها ويبشر الناس برسالته، أين تقع مدينة بيت لحم، ولماذا سميت بهذا الاسم ؟ وما هي أهم معالمها ؟ ولماذا يحج إليها المسيحيون كل عام؟ كل ذلك في التالي:
مدينة بيت لحم التي يتوافد عليها الححاج المسيحيون في هذه الايام للصلاة في كنيسة المهد احتفالا بعيد الميلاد المجيد هي واحدة من أهم المدن التاريخية في فلسطين، بل وفي العالم أجمع، وتضم في طياتها آثار الأنبياء وأحداثا كبرى خّلدها التاريخ .
وتقع بيت لحم على بعد اثنين كيلو متر جنوب مدينة القدس أي في الضّفة الغربية، وتعتبر مدينة بيت لحم من أقدم المدن الفلسطينية وتضم العديد من الكنائس القديمة، وتعاقبت على هذه المدينة الكثير من الحضارات القديمة مثل الكنعانيين، الآشوريين، الآراميين.
وتعود مكانة بيت لحم التّاريخية إلى ما قبل الميلاد، وكان أول من سكنها هم الكنعانيون، وسُميت بيت لحم بهذا الإسم نسبة إلى إلهة الكنعانيين لحمو التي ترمز إلى الخصوبة، وتحتل مدينة بيت لحم مكانةً تاريخيةً، لأنها مكان ميلاد المسيح عليه السلام .
ومن معالم مدينة بيت لحم الأثرية كنيسة المهد :وهي واحدة من أقدم الكنائس الموجودة في العالم، وسُميت بذلك نسبة إلى مهد المسيح عليه السّلام الذي وُلد فيها، وتحتوي الكنيسة على المغارة التي ولد فيها المسيح، وتتزين بالرّخام الأبيض الذي يغطي أرضيات صحن الكنيسة من الدّاخل، ويوجد بها النجمة الفضية التي يعتقد أنها تحدد بالضبط مسقط رأس المسيح، ويحيط بالكنيسة التي تقام بها الصّلوات الكثير من الأديرة التي تعود إلى مجموعة من الطّوائف المسيحيّة.
مغارة الحليب : وهي مغارة مقدسة لدى الطّوائف المسيحية وتقع على الجهة الجنوبية الشّرقية لكنيسة المهد، وسُميت بذلك لأنّه المكان الذي كانت مريم عليها السّلام ترضع فيه المسيح عليه السّلام، وتحتوي المغارة على صخرة بيضاء اللون رمزاً لحليب مريم العذراء.
آبار النّبي داوود ؛وسُميت بذلك نسبة إلى النّبي داود عليه السلام الذي وُلد أيضاً في مدينة بيت لحم وتشتهر المدينة بوجود الآبار فيها ، ويُقال إنّ النّبي داود عليه السّلام قد شرب من مياه هذه الآبار، وتقع هذه الآبار إلى الطّرف الشّمالي لبيت لحم.
دير مار سابا :تم بناء هذا الدّير من قبل القديس اليوناني سابا عام 482م، وهذا الدّير مشهور جداً بمنع النّساء من دخوله، وهو تقليد سائد تمّ المحافظة عليه من القديسين الذين يحافظون على هذا الدّير، ويقع هذا الدّير على بعد أحد عشر كيلو مترا من مركز المدينة.
وقد بُنيت كنيسة المهد في عهد الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الرّوماني قسطنطين الأول وكان ذلك في سنة 326م، تعرّضت مدينة بيت لحم للكثير من الإعتداءات مثل الغزو الفارسي، والغزو الرّوماني.
وبعدها تم تحريرها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه إلى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم، ولما حان وقت الصلاة، رفض أن يصلي فيها خوفا من أن يحتذي به المسلمون وتتحول لمسجد ولكنه صلي بجوارها.
وبعد ذلك سقطت مدينة بيت لحم في يد الصّليبين وتمّ تحريرها في عهد صلاح الدّين الأيوبي بعد معركة حطين، وخضعت أيضاً لحكم المماليك ثم الحكم العثماني.
وبعدها خضعت المدينة للغزو البريطاني، وفي عام 1951 دخلت المدينة في اتحاد مع المملكة الأردنية الهاشمية، وأصبحت في عام 1964 مركزاً لمحافظة بيت لحم.
وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها في حرب 1967 ،حتي رجعت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية عام 1995 بعد توقيع الاتفاق الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة.