علق الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على حالة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب حفل زفاف ابنة الشيخ رمضان عبد الرازق، نوران، الذي أقيم في قاعة مسجد الشرطة بالشيخ زايد.
وقال الجندي، خلال تصريحات متلفزة: إيه ده، إيه الاعوجاج ده؟ هو نوح يعني؟ الحمد لله، الحمد لله إن نوح لم يكن في زمن السوشيال ميديا، لو كان نوح في زمن السوشيال ميديا، كانت المانشتات ستتحدث عن مدى سيطرته على ابنه، وأنه لم يستطع أن يجذبه للإيمان، ويقال إنه فشل في إقناع ابنه بالإسلام.
حفل زفاف ابنة رمضان عبد الرازق
وأضاف الجندي: كان الجهلة الذين يجلسون على مصاطب السوشيال ميديا كانوا سيقولون: كان يجب على نوح أن ينصح ابنه الأول، وكان يجب أن ينظر إلى زوجته، لكن هل نوح ولوط قصروا في دعوتهم؟ حاشا لله.. عليهم سلام الله، قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.. أنا لا أتكلم عن الحجاب، بل أتكلم في قضية لا إله إلا الله، هل يمكن أن تتهم نوحًا ولوطًا بالفشل والعجز؟ لو كنت موجودًا في زمن نوح أو لوط، كنت ستقول: يا أخي، كان يجب أن يقول لزوجته الأولى، وكان يجب أن ينصح ابنه الأول، إذا كانت زوجته ليست مقتنعة به، وهي في حضنه وفي بيته، كيف تريد أن تقنع الآخرين؟ نفس الشيء يتكرر اليوم مع أعداء نوح وأعداء لوط الذين يريدون إسقاط نوح ولوط.
وأضاف: إبراهيم نبي.. هل هناك أحد في فصاحته، في كلامه، في قوة حجته مثل سيدنا إبراهيم؟ تلك حجتنا آتيناها إبراهيم، هل هناك من ينافسه في الجدال؟ تكلم مع النمرود، وتكلم مع قومه عبدة الكواكب، وتكلم مع قومه عبدة الأصنام، وكلم أباه، سيدنا إبراهيم لم يقنع أباه بالإسلام أو بالتوحيد.. طبعًا، لو كان سيدنا إبراهيم موجودًا في زمن السوشيال ميديا، كانت ستنزل نفس المنشورات: يا أخي، لماذا لم يقنع أباه؟ هل توقف سيدنا إبراهيم عن الدعوة لأن أباه كافر؟ هل توقف نوح عن الدعوة لأن ابنه كافر؟ هل توقف لوط عن الدعوة لأن زوجته كافرة؟ هل توقف النبي محمد، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وسلم، عن الدعوة لأن عمه لم يقتنع؟ كان النبي محمد ماسكًا بيد عمه ويقول له: قلها كلمة، أحاجك بها بين يدي الله يوم القيامة.. لكن أبو طالب لم يقل لا إله إلا الله.. والنبي بنفسه كان يحاول إنقاذه من النار.
وتابع: أنتم تريدون تعليق المشانق لعالم أنتم استفدتم من علمه ومن خيره ومن بره ومن حسن أحاديثه.. لماذا؟ لأن ابنته تصرفت بعفويتها يوم زفافها.. لماذا يُنسب الأمر دائمًا إلى أولاد الشيخ؟، هو أنتم مش عارفين إن الشيوخ بشر مثلكم، وليسوا ملائكة.. العالم الجليل له وزنه ومقداره، ننسى ما ذكرنا به الشيخ رمضان عبد الرازق، وعلمه، وكرمه.
وأوضح: أنتم تحاسبونه على ما لم يفعل، وتحاسبونه على ما فعلته ابنته، ثم، يا أخي، الحجاب قلنا إنه فريضة، وأي واحد يجب أن يقول إن الحجاب فريضة، غصب عن خالد الجندي، الحجاب فريضة غصب عن رمضان عبد الرازق، الحجاب فريضة غصب عن ابنة رمضان عبد الرازق، الحجاب فريضة غصب عن أهل الأرض كلهم، هل سنغير الدين بسبب تصرفات مسؤولة؟ ثم عندما نقول: يا جماعة، علموا أبناءكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخير بدون ضغط ولا إكراه، الله يقول للنبي: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ، هل تريدون من الشيخ رمضان عبد الرازق أن يسيطر؟ الله يقول له: إِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ، هل تريدون من خالد الجندي أن يمسك الكرباج؟ يعني، عندما يكون الشيخ، ما شاء الله، رجلًا متحضرًا ولا يرغم أحدًا على شيء، يُقال إنه عيب ويقولون ما لا يفعلون، وإذا أرغمها يكون متخلفًا ورجعيًا ويجب رجمُه أو إقصاؤه، بجد، يعني المجتمع في حاجة إلى إعادة الطرح: كيف نعامل أبنائنا، بالإكراه أم بالحضارة والإنسانية والرحمة والاحترام لدين الله تبارك وتعالى؟.