“نحن نعاني” كان تلك العبارة تتردد كثيرا في منزل صغير في أسبانيا، قد تظن أن تلك العبارات يقولها مجموعة تتعرض لمعاملة سيئة أو غيره، لكن ماذا إن قلت لك أن تلك كانت أصواتا لوجوه غريبة ظهرت على حائط المنزل، وحتى يومنا هذا لم يستطع أحد تفسير ما يحدث، فما القصة؟
في بلدة صغيرة هادئة في شمال أسبانيا في يوم الثالث و العشرين من شهر أغسطس سنة 1970،وداخل منزل بسيط لأسرة صغيرة، كانت هناك سيدة تدعى (ماريا بيريرا) تقوم بإعداد وجبة غداء لعائلتها وبينما كانت تقف منتظرة الغداء لينضج لاحظت شيء غريب على الحائط، وعندما اقتربت أكثر وجدت بقعة صغيرة لكنها تشبه إلى حد كبير وجه بشري لامرأة، فخيل للسيدة ماريا أنها مجرد بقعة عادية من أثار شيء وتشكلت بالصدفة على هذا الشكل.
وقررت ماريا أن تحاول إزالتها بالمنظفات لكنها لم تستطع، وأثار ذلك غضبها ما جعلها تنتظر عودة زوجها وابنها إلى البيت، وبمجرد عودتهما طلبت من ابنها محاولة إزالة البقعة لكنه لم يستطع وقام بهدم اللوح الإسمنتي الذي ظهرت فوقه البقعة، واستبدله ببناء لوح آخر بدلا منه حتى هنا يبدو الأمر عاديا.. بقعة صغيرة تبدو صعبة الإزالة وتمت الانتهاء منها، لكن ذلك كان مجرد البداية لأحداث أكثر غرابة.
ففي الثامن من سبتمبر في نفس العام حدث شيئ غريب، لقد ظهر وجه آخر من جديد في نفس المكان وليس هذا فقط بل عندما دققت العائلة في باقي المنزل لاحظوا وجود وجوه كثيرة انتشرت في كل أنحاء المنزل ولم يفلح أي أحد في إزالة تلك البقع، ولما سمع أهل البلدة عن تلك الأشياء توافدوا إلى هذا المنزل لرؤية ذلك الشيء الخارق للعادة، وكانت تلك الرسوم تتشكل باستمرار، وأحيانا تظهر ثم تختفي بنفس اليوم، وبعض الوجوه كانت تتغير ملامحها و تبقى لمدة طويلة دون اختفاء، كل ذلك أمام أعين أهل البلدة وعندما كان يحاول البعض مسحها كانت تظل موجودة غير أن ملامحها تصبح أكثر حزنا.
ولما وصل الأمر للسلطات رجحت أنها مجرد خدعة، خاصة أن ابن تلك العائلة فنان، لكنهم غيروا رأيهم بعد ذلك عندما عجزوا عن إثبات أنها خدعة.
وجاء العديد من الخبراء من مختلف أنحاء العالم لإجراء التحقيقات على تلك الوجوه، وحاولوا أكثر من طريقة لمعرفة نوعية تلك المادة التي تشكلت بها الوجوه أو حتى إزالتها، لكن من دون أية نتيجة وبعد أن يئس الباحثون من تجاربهم الكثيرة لفهم الأمر قاموا بوضع ميكروفونات لالتقاط الأصوات على أمل أن يجدوا شيئا يدلهم على معرفة ماهية تلك الأشياء الغريبة ، وما لم يكن متوقعا أنهم استطاعوا رصد عدة أصوات بالفعل !! كانت بعضها لنساء ورجال، وأغلبها بكاء ونواح وكان من بين تلك العبارات التي فهمت “إنها لا تزال تحت الأرض” “نحن نعاني”.
وجاءت الافتراضات بعد ذلك أنه عند الحفر 2,8 متر تحت المنزل إضافة إلى منزل الجيران تم العثور على عدة هياكل بشرية من بينها هياكل لمراهقين قيل إن حياتهم أنهيت بشكل مأسوي للغاية وبدون سبب، ورجح العديد أن ذلك كان السبب وراء ظهور تلك الوجوه.
والرواية الثانية تقول إنه وفي وقت ظهور الوجوه كانت هناك تحديثات بكنيسة مجاورة للبيت شملت استخراج بعض الرفات لنقلها، ما رجح البعض غضبهم من محاولة نقلهم.
وذهب البعض إلى أن ماريا تمتلك قدرات خارقة، وكالعادة في كل الحوادث الغريبة يميل النقاد إلى تكذيبها و اعتباراها مجرد خدعة فقد ذهب البعض لتكذيب تلك الحادثة رغم عدم وجود أي دليل يثبت أن ما حصل كان متعمدا، ورحلت السيدة ماريا عن عالمنا عام 2004 ومازال لغز تلك الوجوه قائما حتى الآن، وحتى إذا كانت ماريا هي من أسست تلك الخدعة فقد رحل سرها معها إلى الأبد .
وأنت برأيك أي الروايات تصدق؟