لماذا لجأت السلطات السورية للاستعانة بالخبراء الروس في عمليات التتبع؟ وما هي الأسرار الخفية وراء العثور على ذلك الكنز؟ وهل ابتلع البحر جزءا من تاريخ العالم؟ وما مصير تلك الأسرار التي أصبحت اليوم بحوزة السوريين بينما تتعلق بخبايا العديد من الحضارات؟
لا زالت هذه السواحل الهادئة تبوح بالمزيد من أسرار التاريخ التي تضيف لأرصدة السوريين المزيد من الخبايا والكنوز التي لم تصل إليها أيادي غيرهم ممن حاولوا تتبع الحضارات القديمة .. تلك الحضارات التي أصبح جزء كبير منها مطمورا تحت الرمال بل وفي أعماق المتوسط.
خبايا تظهر لأول مرة
«الحياة القديمة» كانت عنوانا للكشوف الأثرية التي بدأت على السواحل السورية ففي تلك المنطقة تم اكتشاف هياكل غريبة التكوين، ولم تكن هذه الهياكل تصاميم لتماثيل أو معابد كما اعتاد الأثريون والقائمون على التنقيب من قبل فطالما خضعت تلك الهياكل لتحليل دقيق أظهر أن تحت أعماق الماء بقايا ميناء قديم.
قطع خزفية غريبة التصميم توحي كل منها بدلالات لنصوص تاريخية توثق وجود مراسي فريدة في تلك المنطقة، تحت أعماق الماء إذن أسرار لا يدركها إلا المؤرخون.
صدمة أمام عمليات الاستكشاف
أمام تلك الغرائب تقرر الاستعانة بعدد من الخبراء الأجانب وهناك ارتفع صوت أحدهم يعلن العثور على كنز يصفه الإعلام السوري بأنه البوابة الحقيقية للعالم القديم، والذي يحمل تحت أعماق الماء والرمال معلومات لم تصل إليها أيادي المؤرخين من قبل.
إنه الكنز الكبير على واحد من شواطئ مدينة طرطوس حيث قرر الخبراء تحليل جميع القطع الأثرية النادرة التي تم العثور عليها ولكل منها دلالة تاريخية هامة وبعد ظهور شفرات غير واضحة استعان الخبراء بمواد تضمن لهم إجلاء هذه الشفرات والكتابات المحاطة بالنقوش العجيبة..
نقوش تكشف التاريخ
أيام من الدراسة والتحليل والفحص باشرها الخبراء في الأعماق حتى تم الوصول إلى الدلائل المرتبطة بالنقوش التي تعود إلى عهد الرومان وهناك صدر قرار رسمي بضرورة تكثيف عمليات البحث واعتبار ما تم الوصول إليه بداية جديدة لعمليات التنقيب.
علم الخبراء أنهم أمام مهمة جديدة قد تستغرق أسابيع وربما أشهرا لأن تكثيف عمليات البحث كان يستدعي ربط إجراءات التنقيب على السواحل بين شواطئ طرطوس واللاذقية وجميعها تتطلب مجهودا مضاعفا.
ما الذي نقل المدينة ؟
التقديرات التي توصل إليها الخبراء اعتمدت على الربط بين الآثار والكنوز المكتشفة وبين الوقائع التاريخية الثابتة بشأن السواحل السورية التي توصل لها علماء الجيولوجيا بعد تتبع مساحتها إلا أنها تعرضت لتأثير شديد من المياه التي جعلت جزءا منها في أعماق البحر..
«بوابة العالم القديم تكشف أسرارا جديدة عن الأجداد».. كانت تلك هي النتيجة التي توصل إليها الخبراء المعنيون بالوصول إلى خبايا السواحل السورية خصوصا مع الحصول على حصون تاريخية جديدة تؤكد أن حصر التاريخ في حضارة واحدة سكنت تلك المنطقة إنما يعد مخالفة ظاهرة للحقائق الثابتة لدى مؤرخي العالم بشأن سكان السواحل الأصليين.
حضارات متعاقبة
ولكن ما الذي يدعم نظرية الخبراء القائمين على الاستكشاف بأن هذه الحضارات المغمورة بالمياه كانت على اليابسة؟
التحليل الأولى للبقايا التي عثروا عليها يبرهن تماما على أنها لم تكن مصممة تحت الماء فهي أعمدة ومبان وتصميمات تكاد تشبه تصميمات المعابد أي أنها بنيت في مواقع جافة بينما حدثت مؤثرات جيولوجية جعلتها في الأعماق وأنها تشير إلى أسرار طرق التجارية القديمة وموانئ العهود الأولى.
