هناك العديد من الظواهر الغريبة في العالم، والتي لا يمكن تصديقها ولم يتوصل العلم إلى سببها فهي تصنف في إطار الماورائيات، حيث لا علم للإنسان بأسبابها.. ومنها تلك القرية التي تظهر شهرا واحدا في العام ثم تختفي .. ماهي حكاية هذه القرية وأين يذهب سكانها؟
يبدو أن الهند هي أرض العجائب والغرائب، نظرا لمما تتمتع به، فهي تعد ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، والسابعة كأكبر دولة من حيث المساحة.
البداية مع قصتنا الغريبة، في ولاية غوا الهندية الغربية، حيث تظهر قرية مرة واحدة في العام ثم تختفى عن الأنظار يغادر سكانها مع الرحيل، ويعودون بعد عام بالأفراح هي قرية “كوردي”.
وتظهر قرية “كوردي” مرة واحدة في العام لمدة شهر، ثم لا تلبث أن تختفى تحت الماء في ظاهرة كونية غريبة.
وعندما تظهر القرية، يتجمع سكانها الأصليون، الذين اضطرهم اختفاء القرية إلى الحياة في قرى مجاورة حتى عودتها مرة أخرى للسطح، للاحتفال في منازلهم أو ما تبقى منها بعد أشهر طويلة تحت الماء.
وتقع القرية على نهر سالاوليم، وكانت ذات يوم قرية مزدهرة يعيش فيها السكان بشكل طبيعي، وظل ذلك حتى عام 1986، حيث تم بناء السد الأول في الولاية، ونتيجة لذلك غرقت القرية بالكامل تحت المياه، ولكنها تعود للظهور لمدة شهر في كل عام عندما تنحسر المياه لتكشف ما تبقى منها.
ويذهب سكان القرية في مايو من كل عام إلى بيوتهم القديمة حيث تنحسر المياه وتظهر البيوت مرة أخرى، منازل متصدعة وجذوع أشجار، وبقايا منازل وشوارع، كل هذا ما تبقى من قرية ضخمة ومزدهرة تدب فيها الحياة.
وقبل عام 1986، كانت القرية أحد المراكز المهمة في الزراعة، حيث كان يعمل معظم سكانها الذين يصل عددهم نحو 3 آلاف نسمة بالزراعة، وكانت حقول الأرز محاطة بأشجار جوز الهند والمانجو والجزر.
وكشفت التقارير الصحفية عن القرية، ان سكانها بطوائفهم الدينية المختلفة كانوا يعيشون معا دون أي تشدد، وكان التسامح هو السمة السائدة بين سكانها.
وأكد السكان، أن السلطات أخبرتهم أن قريتهم ستغرق ولكن تضحياتهم ستكون من أجل الصالح الأكبر.
وفي مايو من كل عام تنحسر المياه، ويزور سكان «كوردي» الأصليون وطنهم المفقود، فتتجمع الجاليات والطوائف في صلاة سنوية خلال ذلك الشهر.
وعن عودة سكان القرية كل عام على الرغم من مرور عقود طويلة على مغادرة مساكنهم، تقول عالمة الاجتماع فينيشا فرنانديز، إنه من السهل بالنسبة لنا اليوم حزم حقائبنا ونتحرك، لكن شعب كوردي هويتهم مبنية على أرضهم، فيعودون لها كل عام، حيث كانوا على صلة وثيقة ومباشرة بها، لذلك دائما ما يتذكرون هويتهم ويحرصون بشدة على العودة إليها.
لتكون تلك القرية أحد الغرائب التي قد يقابلها الإنسان في الهند أو أرض العجائب كما يطلق عليها الكثيرين لاسيما مع الظواهر والأحداث الغريبة التي دائما تضمها أراضيها التي تتمتع بتنوع كبير فبين جبال شاهقة وصحراء جرداء وأمطار لا تتوقف.