هناك في ذلك الجزء المريب من تلك القارة لا صوت يعلو فوق صوت الغموض.. لا أحد يعلم مصدر المخاوف الذي يدفع من يفكر في دخول ذلك المكان أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على تلك الخطوة.. فحتى السفر إليها جوا هو المستحيل بعينه.
إنها «سيكويجور» تلك المنطقة المصنفة جغرافيا باعتبارها «جزيرة» لكنها ليست كأي جزيرة عادية مع القصص التي ارتبطت بها وما يحدث فيها من غرائب .. إنها جزيرة الأعمال السفلية والغموض في الفلبين.
أجواء ثابتة بالشتاء والصيف
درجات الحرارة في جزيرة الغموض ليست كمثلها في سائر أنحاء الفلبين فمن غرائبها أن أجواءها لا تزيد عن عشرين درجة مئوية طيلة العام صيفا كانت أم شتاءً.. أما دخول الجزيرة في أجواء بعيدة عن الفترة ما بين شهري يناير ومايو، يعني الدخول في مغامرة مجهولة المصير.
سكان الجزيرة الغامضة أيضا يتبنون أسلوب حياة أغرب من جزيرتهم حيث يعتبرون التكتم على الأسرار المرتبطة بالحياة البشرية اليومية أمرا يتنافى مع حقوق زائري الجزيرة كما يؤمنون أيضا أن الإنسان كائن بسيط لا يجوز له أن يحفظ سرا عسكريا أو شخصيا، وعليه أن يعرض كل ما لديه ببساطة .
موطن العجائب والغرائب
الفلبينيون يعتبرون أن الوصول إلى جزيرة المشعوذين مخاطرة صعبة لأنها جزيرة مرتبطة بالأعمال السفلية وطالما أسماها الناس «جزيرة النار» ووثق المؤرخون العديد من الوقائع الصعبة التي وقعت في محيطها حتى بدت الجزيرة «موطن الغرائب والعجائب».
تبدو شواطئ الجزيرة بيضاء اللون بسبب رمالها ذات اللون المميز، وتتفرد بالشجرة النادرة التي يمتد تاريخها إلى قرون سحيقة..
ليست الرمال مصدر الدهشة في الجزيرة فحسب ففيها الكهوف الغريبة التي سيطر عليها الدجالون الفلبينيون في تلك البقعة من العالم .. و لا يقتصر دورهم على تقديم وصفات أو علاج أصحاب الأزمات الصحية .. فالناس في تلك المنطقة النائية عليهم أن يقدموا للدجالين يمين الولاء والطاعة إن أرادوا الحصول على مصدر الإلهام المقدس.
مصدر الإلهام المقدس
مصدر الإلهام المقدس في جزيرة النار يعود إلى وصفات سرية يتم تصنيعها في توقيت محدد من العام تلك الوصفات التي تضمن للعالم السلام ووقف المواجهات العسكرية..
لكن دجالي جزيرة الناس بينهم أيضا من يمارسون الأعمال السفلية ضد من يعاديهم
الرحلات الجوية المباشرة إلى جزيرة النار لا تزال معلقة لأسباب غير معلومة وعلى من يريد المغامرة بالذهاب إليها عليه أن يتحمل تجزئة الرحلة وصعوبات الوصول إلى الجزيرة.
بركة وصفات الخلود
برغم المخاوف المرتبطة بالجزيرة إلا أن الفلبينيين يعتبرون «جزيرة النار» مصدر الإلهام والخير ويستدلون على ذلك بأن جمالها يعود إلى بركتها في ضخ وصفات الخلود السحرية لتجاوز العديد من الأزمات الصحية الصعبة قبل أن يعرف العالم الطب الحديث.. الحكومة الفلبينية قررت عدم الدخول في مواجهة مع السكان في إدارة جزيرة النار.. وقررت الاكتفاء بالترويج لها سياحيا .