انفراجة اقتصادية ضخمة تنتظرها القاهرة مع العام الجديد حيث ستدخل أحد أهم الاتفاقيات في تاريخ مصر حيز التنفيذ.. اتفاقية بمقدورها أن تجعل القاهرة تودع أزمة الدولار للأبد.. كيف خطط لها الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين، وأعلن عنها الرئيس الروسي للإعلام؟
انفراجة لمصر وضربة لأمريكا وأداتها الفعالة للتحكم في الاقتصاد العالم صندوق النقد الدولي، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملامحها للإعلام منذ ساعات قليلة مؤكدا الحرص على التوقيع عليها بأسرع ما يمكن، وهي اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر.
وفي مفاجأة كبيرة أفشلت خطط الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام أزمة الدولار من أجل الضغط على مصر، أعلن الرئيس للروسي بوتين خلال الاجتماع الموسع للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في بطرسبورج أنه في الوقت الراهن هناك مفاوضات هامة قيد الإعداد مع دول ذات قدرات اقتصادية كبيرة مصل مصر، أحد شركائنا الرئيسيين في العالم العربي وفي القارة الإفريقية، والتي تربط دول الاتحاد الأوراسي بها علاقات وثيقة وروابط تجارية واقتصادية مكثفة، مؤكدا أن العمل على مشروع الاتفاقية حول التجارة الحرة مع مصر “في مرحلة متقدمة جدا”، و “أننا معنيون بالتوقيع عليها بأسرع ما يمكن”.
لتدخل اتفاقية التجارة الحرة مع روسيا، حيز التنفيذ بالتزامن مع دخول مصر إلى مجموعة البريكس التي تعد موسكو أحد أعضائها المؤسسين، وبالتالي ستكون مصر وروسيا لديهما عامل مشترك في الاتحاد الأوراسي ومجموعة البريكس، وهو الأمر الذي سيزيد التعاون الصناعي والاقتصادي بين البلدين، وسيعمل على تنمية التجارة البينية وتعزيز الاستثمار بينهما، وبالتالي يقل اعتماد مصر على المكون الدولاري الذي يضغط بشدة على الاقتصاد المصري.
ومن جانبه، أكد أستاذ الاقتصاد الدولي كريم العمدة، أن دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر حيز التنفيذ، سينعكس إيجابيا على الاقتصاد المصري، لافتا إلى أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر دخلت “مرحلة متقدمة”، يؤكد مدى قوة ومتانة العلاقات بين القاهرة وموسكو، وسيساهم في زيادة التعاون بين مصر ودول الاتحاد ودخول المنتجات المصرية إليها ودخول منتجاتها إلى مصر.
وألقى الخبير الاقتصادي، الضوء على التعاون بين مصر وروسيا في مجال النقل لاسيما السكك الحديدية، لافتا إلى أن “القطارات الروسية” أصبحت الأكثر انتشارا في مصر، وهو ما يمثل قوة روسية ناعمة في مصر، حيث أن آلاف المصريين يستفيدون من ذلك بشكل يومي، من خلال سفرهم عبر القطارات الروسية، موضحا أنه في الوقت ذاته تمتلك مصر خبرة في مجالات محطات الكهرباء والصرف الصحي وتحلية المياه، وعدد من مشروعات البنية التحتية وهو الأمر الذي قد تفيد به دول الاتحاد الأوراسي.
وذكر الخبير الاقتصادي، أنه مع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، فإن الاتحاد يمكن أن يعتبر مصر بوابته إلى الدول الأفريقية، وأن تكون مصر محطة لتصدير السلع والمنتجات من دول الاتحاد الأوراسي إلى أفريقيا، لاسيما أن مصر تمتلك بنية تحتية ضخمة تؤهلها أن تقوم بهذا الدور.. فهل تنهي الاتفاقية الجديدة سيطرة الدولار على الأسواق العالمية ويصبح لمصر الدور الأكبر في نهاية أسطورة الدولار؟