تتخذ أزمة الطاقة فى أوروبا منحنى تصاعديًا، فى دول القارة العجوز فاندلعت التظاهرات فى وبرلين ولندن وروما ضد فواتير الكهرباء المرتفعة، إلا أن باريس حالة خاصة لاسيما مع اختفاء البنزين وتوقف الحياة.. فماذا حدث فى عاصمة النور؟
مع اقتراب فصل الشتاء، تمثل إمدادات الطاقة أزمة كبيرة للدول الأوروبية لاسيما مع توقف إمدادات الغاز الروسى من خطي نورد ستريم 1 و 2، والتى كانت تغطي 40 % من احتياجات القارة العجوز، وخطة المفوضية الأوروبية لترشيد الاستهلاك استعدادًا لفصل الشتاء.
فبين ذلك وتلك يعانى المواطن الأوروبى توفر إمدادات الغاز وارتفاع الفواتير، وتحاول الحكومات البحث عن حلول فتتجه السلطات الألمانية إلى سداد فواتير الغاز لشهر ديسمبر المقبل عن جميع الأسر والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ضمن إطار إجراءات لحماية المواطنين والاقتصاد من أزمة الطاقة بتكلفة ستبلغ 90 مليار يورو تقريبا.
فيما توقع المدير التنفيذي لمجموعة “إيني” عملاق الطاقة الإيطالية، أن تواجه سلطات بلاده بعض المصاعب في تجاوز شتاء 2023-2024، بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي لاستخدامها في التدفئة وانتاج الكهرباء.
فيما لجأت التشيك إلى تزويد المدارس بالبطاطين لحماية الطلاب من الشتاء فى ظل ترشيد استهلاك الغاز استعداد لفصل الشتاء.
إلا أن باريس كانت المعادلة الأصعب فمع توقف المحطات النووية والغاز الروسى، كان هناك اضراب عمال مصافى النفط، الذى شل مناحى الحياة فى العاصمة باريس، حيث تشهد 4 من مصافي النفط إضرابًا منذ نهاية شهر سبتمبر الماضى.
ويطالب العمال بزيادة الأجور بنسبة 10% في فرنسا، خاصة أن ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا أدى إلى تحقيق الشركة أرباحًا قياسية مع باقي القطاع.
وتعيش فرنسا من شمالها إلى جنوبها على وقع شلل شبه كلي من جراء محطات وقود مغلقة، وطوابير لا نهاية لها، وارتفاع في الأسعار بالإضافة إلى انخفاض في معنويات السائقين. الأمر الذي أجبر الحكومة التي تعرضت لانتقادات على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل إيجاد حل للوضع السائد.
وحثت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن الإدارة والنقابات على الانخراط في مفاوضات بشأن الأجور مهددة مصافي تكرير أخرى باللجوء إلى تدابير قانونية تسمح لها بـ”حلحلة الوضع”.
وفى نفس السياق، يبدو أن أزمة الغاز لم تكن كافية لمصائب القارة العجوز، فتم إغلاق خط أنابيب “دروجبا” وهو أكبر خط أنابيب لنقل النفط في العالم، والذى يعمل على نقل النفط من روسيا إلى أوروبا، بسبب وجود تسريب فى الخط.
حيث كشفت شركة PERN البولندية المشغلة عن تسرب في أحد خطوط الأنابيب في نظام دروجبا الذي ينقل النفط من روسيا إلى أوروبا، وهو حدث من شأنه أن يزيد المخاوف بشأن أمن الطاقة في أوروبا بعد تسرب الغاز في نورد ستريم.
وفشلت دول الاتّحاد الأوروبي فى الاتفاق على قرار بحظر النفط الروسى بسبب اعتراض المجر وسلوفاكيا، البلدين اللذين يعتمدان إلى حد كبير على الإمدادات من روسيا، وتم الاتفاق على خفض واردات الاتحاد الأوروبى من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري.
ويعتمد الاتحاد الأوروبى على روسيا فى توفير 30% من احتياجاته من النفط الخام 15 % من المنتجات البترولية.