رغم انه ولد في عائلة ميسورة، لكن عاش في مصر فاشل لدرجة انه عاد الثانوية العامة اكثر من سنة، وعندما فقد الأمل في التعليم قرر يذهب إلى أوروبا.
فياترى مين هو المتشرد اللي بقى صديق لأكبر زعماء العالم، وازاي من غسل الصحون بقى إمبراطور الفنادق على مستوى العالم كله؟
عنان الجلالي من مواليد القاهرة وتحديدا منطقة هليوبوليس المعروفة بسكانها من الطبقة الراقية، ورغم ان الظروف كانت مناسبة لنجاحه، بس متعرفش إيه الطار اللي كان بينه وبين الثانوية:
في كل مرة يدخل يمتحن من غير فايدة لدرجة انه قعد يعيد فيها 4 مرات، وبرضه مفيش أمل.وهنا بقى الدنيا ضاقت بيه فقرر يرمي كل حاجة ورا ضهره ويسافر على أوروبا وتحديدا النمسا سنة 1967، فياتري عمل ايه؟
الجلالي سافر أوروبا على مركب سياحي وكل اللي كان معاه 10 جنيه إسترليني أول عن آخر، وطبعا يوم ورا التاني الفلوس بتخلص، وهنا كان مصيره الشارع وملاجئ المشردين، لغاية ما اشتغل بياع جرايد، بس حتى دي كمان مكملش فيها، لأنه مقدرش يستحمل يشوف صور الجنود المصريين واللي بيحصلهم ساعة النكسة.
َوفي اللحظة دي، خد بعضه وطلع على الدنمارك يمكن الحظ يضحكله، بس ده محصلش وأوضاعه كانت بتتحول من سيئ لأسوأ لدرجة انه يضطر ينام في كبائن التليفونات في عز البرد.
عشان كده كل حلمه ساعتها كان وجبة سخنة تدفيه، وللسبب ده قبل يغسل الصحون في واحد من الفنادق مقابل وجبة في اليوم وأوضة ينام فيها..
بس لو فاكر ان الجلالي اكتفى بكده تبقى غلطان، لأنه كان بيشتغل الصبح ويذاكر بليل عشان يحسن لغته، ده غير انه دخل في كل شغلانة جوة الفندق، مرة استقبال ومرة جرسون ومرة بواب، المهم انه كان عاوز يفهم مفاتيح شغلانة الفنادق من اولها والسبب مفاجأة.:
الجلالي من بداية شغله في الفندق وهو حط عينه على منصب المدير، ولأول مرة في حياته خطته تنجح، لأنه فعلا وصل لمنصب نائب المدير ومن بعدها بقى مدير الفندق اللي كان داخله عشان يغسل صحون بس.
والغريب بقى ان طموحه موقفش لغاية هنا، وقرر في سن ال35 ياخد قرض من البنك عشان يبدأ مشوار الملياردير الحقيقي عن طريق تأسيس مجموعة هلنان واحدة من أكبر السلاسل التجارية لإدارة الفنادق في العالم كله.
ولو ركزت في الاسم هتعرف إن وراه سر، لأن المقطع الأول «هل» إشارة لمدينة هليوبوليس، المكان اللي اتولد واتربى فيه، والمقطع التاني عبارة “نان” عن ال3 حروف الأخيرة من اسمه.
تعال بقى بص على ثروته هتتفاجئ، لأن مجموعة هلنان تملك وتدير 40 فندق على مستوى العالم مليارات الدولارات، ومنهم 7 فنادق فى مصر، و أربعة فنادق فى الدنمارك وألمانيا ومراكش في المغرب، ولسة بيخطط لافتتاح 3 فنادق في مصر.
والحكاية موقفتش لغاية هنا، فاكرين شهادة الثانوية اللي العناني معرفش ياخدها في مصر، أهو خد مكانها اكتر من دكتوراة فخرية، وندوات مؤتمرات كبيرة بقت تطلبه عشان يحكي مشواره، ده حتى ملكة الدنمارك منحته وسام من الدرجة الرفيعة.
بس في الاول وفي الاخر الملياردير عنان الجلالي شايف نفسه مصري وبس، وطالما الواحد ساب بلده واتغرب هيفضل طول عمره اجنبي مهما مسك مناصب أو اشتغل في وظايف كبيرة، أو اكتسب جنسيات، فهل ده رأيكم انتوا كمان؟