يبدو أن الصحراء الغربية قد قررت أن تكشف عن أسراراها وتزيح الستار عن ثرواتها التي أخفتها لسنوات طويلة بين حبات الرمل، و أن تقدم لمصر كنوز جبارة تجعلها تنافس دول الخليج، وتصبح ضمن دول الهلال النفطي والثروة، والسر على بعد أمتار من وجه الأرض…ما هي قصة أكبر بئر بترول في الصحراء؟
الآلاف من براميل البترول يوميا ستخرج من باطن الأرض، لتجعل مصر تنافس دول الخليج في الثروة النفطية، بعد سنوات من العمل الشاق في الصحراء الغربية، والتي قررت رفع الحجاب عن ثرواتها لتقدمها للشعب المصري في الوقت المناسب.
البداية كانت مع تقديم شركة تاج أويل الكندية (TAG Oil) كشف حساب عن تطورات أكبر اكتشاف نفطي في مصر، والذي من شأنه أن يعزز قدرات وإنتاج البلاد خلال الربع الثاني من عام 2024.
وكشفت التقارير أن المؤشرات الأولية في خزان أبورواش، الواقعة في حقل بدر النفطي بالصحراء الغربية، أظهرت علامات مشجعة.إذ تم رصد مؤشرات جيدة على تدفق النفط والغاز، كذلك زيادة في قراءات الغاز.
وأكدت الشركة الكندية أنها تتقدم في حفر البئر الأفقية “تي 100″، حيث تتطلع لبدء إنتاج النفط المحتمل في الربع الثاني من عام 2024، معربة عن سعادتها بنتائج البئر، التي توفر بيانات مهمة لمزيد من التخطيط التطويري لخزان أبورواش المستهدف في حقل بدر.
وكشفت الشركة أنها استمرت بالحفر ووصل إلى عمق قياس قدره 3 آلاف و312 مترًا في منطقة خزان أبورواش، إلا أن العملية واجهت عدة تحديات عاقت محاولات متعددة للحفر، مؤكدة ان هذه المعوقات من غير المتوقع أن تؤثر تحديات الحفر هذه في آفاق استغلال النفط في خزان أبورواش.
وذكرت الشركة أنه يجري حاليًا عمل الإصلاحات المطلوبة على منصة الحفر وكذلك عملية التخطيط للمرحلة التالية، لافتة إلى أنه يتوقع الانتهاء من مرحلة الحفر مع نهاية شهر فبراير.
موضحة أنه بعد ذلك ستكون هناك عملية هندسية وسيجري بعد ذلك إطلاق منصة الحفر، ثم ستبدأ مرحلة استكمال البئر دون منصة مع تحفيز التكسير في الخزان.
ويذكر أن هذا الاكتشاف الضخم في حقل بدر النفطي بالصحراء الغربية للبلاد، كان في الماضي موقعًا لإنتاج النفط الخفيف في الماضي بوساطة شركة شل، والتي أتجت ما يُقدر بـ90 مليون برميل من النفط الخفيف على مدى 30 عامًا من منطقة تقع فوق خزان أبورواش، منذ اكتشاف حقل بدر في عام 1982.
وبعد مغادرة شل أدار الحقل شركة بدر للبترول (BPCO)، وهي أحد شركات الهيئة المصرية العامة للبترول، ويبلغ الإنتاج الحالي من المناطق الأعمق 5 آلاف برميل يوميًا من النفط، ويحتوي الحقل على منشأة معالجة بسعة 25 ألف برميل.
إلى أن جاءت شركة تاج أويل وأبرمت اتفاقية خدمات نفطية في حقل بدر النفطي في أكتوبر 2022، وبالتالي قد يكون الإنتاج الضخم المنتظر في الربع الثاني من 2024، هو البداية فقط، لمزيد من الحقول الضخمة التي تحول الصحراء الغربية إلى أكبر مصدر للثروة في مصر وتجعلها تعود لسابق عهدها بعيدا عن الأزمات الاقتصادية.