من حياة البادية والترحال وقسوة الجبل إلى رفاهية القصور والمقاعد الوثيرة.. يطرح ثراء رجل الأعمال السوري الأشهر بين أقطاب الصناعة في العالم لغزا محيرا بعد أن أراد الوالد أن يحرمه من صباه فحرمه من العوز دون أن يدري.. فكيف صعد بغنمه إلى إمبراطورية السقالات الأكثر شهرة بين رجال الأعمال؟
هل تخيلت يوما أن يكون عملاق المال السوري محمد الطراد محروما من الاحتفال بعيد ميلاده.. بل إن مجرد تذكر تلك المناسبة ربما أعاد إلى ذهنه سجلا قاسيا من دفتر ذكريات صعبة تتمثل في الحرمان من النوم ليلا نهارا حتى وصل إلى عرش إمبراطوريته عقب الحصول على ما أراده من الدرجات العلمية.
سر الحرمان التاريخي
يتربع الطراد على ثروة من المال تتجاوز الثلاثة مليارات دولار، وهو حتى الآن رغم تجاوزه الثمانية وسبعين عاما من العمر لم يحتفل بعيد ميلاده؛ لأن عمره ببساطة مسجل وفق عام ميلاده دون يوم أو شهر محدد حيث كان ينتمي إلى بيئة بدوية تفتقر إلى الوسائل الحديثة في تسجيل البيانات والإحصاءات.
ويرتبط عدم تسجيل عيد ميلاد لرجل الأعمال سوري الأصل محمد الطراد بمشوار صعب عاشه في أولى مراحل حياته حيث ولد في محافظة الرقة السورية بقرية الجبلي حيث المنازل التي كانت تواجه الخطر وقت هطول الأمطار التي لم يكن الأهالي يحتمون منها سوى ببضع أواني يضعونها على الأسطح.
ألم نفسي بعد رحلة معاناة
أثار فقدان الطراد والدته في سن صغيرة حالة من الأسى والألم النفسي داخله ومن بعدها رحل شقيقه الأكبر بسبب معاملة قاسية من أب لم يكن يعرف الرفاهية في تعامله من أبنائه., ومن بعد ذلك عاش الطراد مع جدته داخل خيمة قرب منطقة جبلية.. وبدأ العمل في الرعي.
لا يدرك كثيرون ممن يحكمون على محمد الطراد وفق مظهره أنه لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى مدرسة نظامية بينما صمم على استكمال دراسته حتى حصل على شهادة الثانوية العامة ونال درجات علمية لاحقة بعد سفره إلى فرنسا، حيث عمل في مجال الهندسة.
شركات في 14 دولة
يتصدر الطراد قائمة أثريا فرنسا بامتلاك شركات في أربعة عشر دولة ويشير المقربون منه إلى أنه يجيد أكثر من سبع لغات وتختص المجموعة الاقتصادية التي يمتلكها في إنتاج السقالات… ومع ذلك يأخذ استراحة قليلا من السعي لتحقيق أهدافه الاقتصادية البحتة حيث يوجه جزءا من اهتمام مجموعته الاستثمارية بكرة القدم وهو أيضا مالك نادي مونبيليه.
إن لدي ثنائية في شخصيتي.. بذلك الحكم يصف الطراد حياته معتزا بأصوله العربية حيث حياة البدو التي اعتمد في تأريخ عمره خلالها على ذاكرة الأقرباء في مجتمع لم يكن يعتد كثيرا بتحديد موعد الولادة.
الطراد في تقييم خبراته الحياتية يعتبر نفسه وقد عاش ثلاثة آلاف عام ونمت لديه رغبة الكسب منذ صغره حيث استغل دراجة هوائية اشتراها له والده وبدأ تأجير الدراجة للصغار.. دون أن يعلم أن تصرفه هذا كان البداية الأولى لتكوين ثورة هائلة بدأها بتأجير الدراجة للصغار.