هل يعني اعتماد الجنيه رسميا في موسكو تقليل الضغط على الدولار؟

أثار مسؤول روسي ارتباكا دوليا بشأن موقف الدول العربية من المواجهة بين بلاده وبين أوكرانيا بالتزامن مع إجراءات الدعم العسكري التي تعتزم واشنطن تقديمها إلى «كييف».

«إنَّ الأمر الآن أصبح أكبر من أوكرانيا.. وقد وقفنا على حقيقة الفهم الكامل لموقف دولتنا في القاهرة» بذلك التصريح الصادر من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أخرج عميد الدبلوماسية الروسية تنسيقا على أعلى مستوى من الخفاء إلى العلن فهل تكون القاهرة بوابة العبور الروسي إلى صياغة النظام الدولي الجديد الذي ستكون الدول العربي طرفا فاعلا فيه.

منذ اندلاع المواجهة الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي بدت الدول العربية مجتمعة على موقف واحد يقوم على الحياد المتوازن وكررت الدعوة أكثر من مرة إلى ضرورة استعادة السلام وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية المرنة التي تراعي مصالح الأطراف كافة.

ظلت الرؤية العربية تقوم على ركيزة أساسها، «أنها ليست طرفا في المواجهة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وأنها تدعم كافة السبل التي تؤدي إلى تحييد أخطار مواجهة لا ينبغي لها أن تتصاعد».

رفضت الأطراف العربية الفاعلة تأييد حملة العقوبات الغربية على روسيا، وباشرت الولايات المتحدة ضغوطا متواصلة حاولت بها أن تحيد الدول العربية عن موقفها بشأن الأزمة.. تلك الضغوط التي كشف تفاصيلها وزير الخارجية الروسي واصفا إياها بـــ «المهينة».

توصيف وزير الخارجية الروسي للموقف العربي الراهن من الأزمة الأوكرانية يريد بها أن يبعث برسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلاصتها أن الكرة الآن لم تعد في ملعب النظام العالمي الذي حاولت واشنطن توجيه مساره لصالحها طيلة العقود الماضية.

بعبارة «الأمر أكبر من أوكرانيا»، ترى روسيا أن نظاما دوليا جديدا متعدد الأطراف بدت ملامحه واضحة ومن المقرر أن يكون العرب أصحاب كلمة عليا في ذلك النظام الجديد حيث ترى موسكو أن «العرب هم أصدقاؤها القدامى والحقيقيون وأن الاتصالات معهم قائمة على مستوى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي» .

في سياق التنسيق الروسي العربي المتبادل، عقد سيرجي لافروف اجتماعات مع جميع السفراء العرب ممثلي بلادهم في جامعة الدول العربية في القاهرة. وعلق رأس الدبلوماسية الروسية على اللقاء بأنه رسالة إلى من يظنون أن النظام العالمي ينبغي خضوعه إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدائرين في فلكها.

لافروف صرح بما لم يصرح به السفراء العرب عقب الاجتماع بهم في جامعة الدول العربية منوها بأن «الأصدقاء العرب لديهم استياء جرَّاء تصرفات الغرب الذي يطرح مطالب يومية بشأن أوكرانيا دون أن يقدم شيئا بشأن القضية الفلسطينية».

بل ذهب المسؤول الروسي إلى أبعد من ذلك بتأكيده أنه خلال وجوده في مصر لإلقاء كلمة أمام مجلس الجامعة العربية حاول الغرب الضغط على الوفود لإدانة كلامه ووصلوا معهم لمرحلة الطلب بعدم التقاط صورة شخصية معه.

الارتباك الذي أثاره المسؤول الروسي لدى الغرب بات واضحا بتأكيده أن «موسكو تتعاون بنشاط من الدول العربية».

في ذات اليوم الذي أدلى به لافروف بتصريحاته حول الموقف العربي من الأزمة الأوكرانية كانت موسكو قد اتخذت قرارها بإدراج الجنيه المصري في قائمتها للعملات القابلة للتصريف، الأمر الذي اعتبره خبراء مصريون وسيلة عملية لتقليل الاعتماد على الدولار في مصر.

Exit mobile version