اكتشاف مخبأ للقطع الأثرية المصرية في فلسطين ، مفاجأة كبيرة بالطبع، ولكن من قالها هي مجلة “ناشونال جيوغرافيك” الشهيرة، حيث كشفت أن علماء آثار ايطاليين وفرنسيين عثروا في مدينة أريحا القديمة على مخبأ للقطع الأثرية المصرية يشير إلى وجود روابط قديمة بين مصر وفلسطين.
ووفقا لـ “ناشونال جيوغرافيك”، فإن أهم ما في هذا الاكتشاف، الذي وصفته بـ” الاستثنائي” هو خمس أصداف عرق اللؤلؤ، المعروفة أيضا باسم أم اللؤلؤ، من نهر النيل بمصر، وبعض هذه الأصداف استخدمت لمستحضرات التجميل، حيث لا يزال بها آثار من أكسيد المنغنيز، العنصر الرئيسي في كحل العين المرتبط بالمصريين القدماء.
ويشير بعض خبراء الآثار ومن بينهم عالم الآثار لورينزو نيغرو من جامعة سابينزا في روما، إلى أن الاكتشاف يثبت وجود علاقة تجارية قوية كانت تربط المدينة القديمة في فلسطين بمصر في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقال نيغرو إن “هذا الاكتشاف يظهر أيضا صعود نخبة محلية متطورة في أريحا”.
من جانبها أفادت منظمة اليونسكو بأن أريحا ازدهرت في العصور القديمة بفضل قربها من المياه العذبة النابعة من واحة معمرة تسمى، عين السلطان، سمحت للصيادين والرعاة بالاستيطان فيها وزراعة المحاصيل، وفي نهاية المطاف اتسعت رقعتها لتصبح مدينة أريحا.
وقد عثر خلال الحفر والتنقيب الذي استمر لأكثر من عشرين عاما بمنطقة “تل السلطان” شمال مركز مدينة أريحا القديمة على جثتين بجانبهما حيوانات محنطة ومجوهرات وأواني فخار، بما في ذلك إبريق يحتوي على بقايا زيوت معطرة أو عطور، كما عثر علماء الآثار على مجوهرات وأحجار برونزية بشكل الخنافس، نقش على بعضها كتابات بالهيروغليفية المصرية، وهو ما يعزز فكرة وجود رابط آخر بين الثقافتين.
وتصنف أريحا، وفقا لليونسكو، كأقدم مدينة على وجه الأرض، وقد أدرجت المنظمة الأممية منطقة “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي.