كشفت تحقيقات النيابة مع الأب المتهم بقتل طفليه “محمد” و”ريان” في مدينة ميت سلسيل، بمحافظة الدقهلية، الكثير من ملابسات الحادث، إذ اعترف الجاني أنه قتل ابنيه تحت تأثير المخدرات، وأنه ادعى سيطرة الجن عليه أمام ضباط المباحث بعدما كشفوا أمره.
وكانت نيابة شمال الكلية بالمنصورة، واصلت تحقيقاتها لليوم الثاني في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”عصافير الجنة”، بعد قيام والد الطفلين “ريان” و”محمد” بإلقائهما أحياء بمياه نهر النيل من أعلى كوبري فارسكور، وادعائه اختطافهما خلال اصطحابه لهم لقضاء فسحة العيد بإحدى الملاهي بمدينة ميت سلسيل.
وحضر المتهم إلى مقر النيابة الكلية بالمنصورة في تمام الثامنة مساء السبت، وسط حراسة أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن، والتي تمكنت من نقله من ديوان قسم شرطة ميت سلسيل إلى النيابة في سرية تامة وخشية من فتك الأهالي به في طريق امتد لمسافة 55 كيلو.
ورافق المتهم خلال التحقيقات عدد من ضباط فريق البحث الجنائي الذي توصلوا إلى قيامه بارتكاب الواقعة، واعترافه تفصليًا بارتكاب الواقعة.
ودفع فريق البحث بأدلة اتهام جديدة كمشاهدات له من خلال 32 كاميرا مراقبة على الطريق إلى فارسكور داخل سيارته، وخلال تفريغه وقود للسيارة بإحدى محطات الوقود، وظهور أحد الطفلين من شباك السيارة خلال توقف السيارة بالمحطة، فضلًا عن مكالمة رصدت من برج الاتصالات بفارسكور أجراها المتهم من تليفونه لزوجته بجانب الكاميرات التي رصدته في طريقة إلى ارتكاب الجريمة.
ووقف المتهم أمام رئيس النيابة الكلية للإدلاء باعترافاته كاملة، مشيرًا إلى أنه في يوم الحادث ظل داخل المنزل حتى تمام الخامسة عصرًا، ودعا نجليه “ريان” و”محمد” لارتداء ملابسهما من أجل الخروج للتنزه بإحدى الملاهي بالمدينة، وأنه تناول عقار “الاستروكس” قبل ارتكاب الواقعة، وأخذهم في سيارته ثم اتجه ناحية طريق الجمالية، والتي تقع على مسافة 5 كيلو من مسقط رأسه، ثم توقف بإحدى محطات الوقود من أجل تفريغ بنزين بالسيارة، بعدها اتجه مباشرة إلى كوبري فارسكور العلوي أعلى نهر النيل .
وأضاف المتهم أنة نزل من سيارته وأبلغ نجليه أنه سيقوم بتصويرهما، ووضعهما على سور الكوبري، وأخذ يترقب المكان لمتابعة ما إذا كان أحد يراه، وبعدها دفعهما، وهما ممسكين بيدي بعضهما، وأخذ سيارته واتجه مسرعًا صوب منطقة الملاهي بالمدينة، وأخذ يصرخ مدعيًا اختفاء الطفلين.
وأشار المتهم إلى أنه اتصل بشقيقه “حمادة”، وأبلغه أن نجليه اختفيا، وحضر إليه بصحبة شقيقه الثالث “رضا”، وبدأوا في البحث في كل مكان، لافتًا إلى أنه لم يتوقع أن تظهر جثتي الطفلين بعد الحادث بساعات، مؤكدًا أنه ذهب إلى قسم الشرطة، وظل يصيح في وجه رئيس المباحث للمطالبة بتحرير محضر باختفاء نجليه خاصة أن القانون يحتم مرور 24 ساعة على الاختفاء، ورغم ذلك تعاطف، الرائد محمد فتحي، رئيس المباحث معه، وقرر اصطحابه إلى منطقة الملاهي والبحث عن الطفلين خاصة أن علامات الخوف والقلق كانت تظهر على وجهه.
وتابع المتهم أن رئيس المباحث عاد به إلى القسم، وظل يناقشه حول وجود أي خلافات بينه وبين بعض الأشخاص، ما يدعوا لاختطافهما، مؤكدًا أنه نفى وجود أي خلافات أو اعمال تجارية مع شركاء أو أشخاص تتسبب في خطف طفليه.
وقال “فضلت في القسم وكل الضباط والأمناء متعاطفين معايا لحد ماوصلت إشارة لقسم الشرطة من مركز شرطة فارسكور وقتها علمت أن المباحث توصلت لجثماني “ريان” و”محمد” وبدت تظهر علي علامات التوتر بعد أن اصطحبوني إلى المستشفى، ودخلت بصحبة وكيل نيابة فارسكور لمشاهدتهما ووجدتهما داخل ثلاجة المستشفى، فدخلت في نوبة فقدان للوعي”.
وأشار إلى أنه اصطحب نجليه داخل سيارة الإسعاف حتى وصل إلى المدينة وأدوا صلاة الجنازة ليلا وتشييعهم الى مثواهم الأخير، وبعدها حاولت الإختفاء لفترة كي اتعاطي “الاستروكس” كي أدخل في نوبة نسيان لما قمت بارتكابه، حتى استطاع فريق البحث التوصل إلي فجر الخميس الماضي، وبدأت مناقشتي من جديد لأبدأ في نوبة انهيار بعد أن أبلغني أحد الضباط أن البعض رآني بمدينة فارسكور، واكتشفت أنها كانت حيلة لأحد ضباط فريق البحث، فحاولت تضليلهم بأن الجن هو من سيطر علي لارتكاب الواقعة”.
وحول تعرضه لأية ضغوط للاعتراف نفى المتهم ذلك، مؤكدًا أن دوافع ارتكابه الجريمة جاءت في ظل حالة الضغط النفسي التي يمر بها بعد أن فقد أكثر من مليون ونصف جنيه، ورثها بعد وفاة والده على ملذاته، فضلًا عن تعاطيه عقار “الاستروكس” و”الفودو”، ووصل إلى مرحلة يائسة من الإدمان دفعت أشقاءه إلى محاولة إيداعه بمصحة نفسية إلا أنه رفض بشدة.
وقال الأب المتهم: “أنا بحب ولادي ولما قتلتهم كان من دافع الخوف عليهم وإن هم أطفال لما يموتوا دلوقتي هيخشوا الجنة ولا يشوفوا أبدًا مصير سيئ ويعرفوا إن أبوهم مدمن وضيع مالهم”.
وبعد إدلاء المتهم باعترفاته كاملة اصطحب فريق من نيابة شمال الكلية المتهم وسط إجراءات مشددة في الثالثة فجرًا إلى مدينة فارسكور، حتى قام بتمثيل الجريمة كاملة، وعقب عودته قررت حبسه 4 أيام، واستدعاء أشقائه للإدلاء بأقوالهم، وإجراء تحليل سموم للمتهم لبيان نوع المادة المخدرة التي يتعاطها، ونقل المتهم إللى نيابة فارسكور لاستكمال سير التحقيقات باعتبارها محل واقعة القتل.