هي قصة لا توصف إلا أنها من روايات الأفلام، حيث يحاول البطل نقل مبلغ مالى كبير من محافظة المنيا جنوب العاصمة المصرية القاهرة إلى صديقه بمحافظة أخرى مستغلًا سذاجة السائق، إلا أنه يقع فى شر أعماله وتتعرض أمواله إلى السرقة ليكون كابوسه الذى يلاحقه حتى الإمساك بالجناة.. ماذا حدث فى موقف الأجرة؟
البداية كانت مع تاجر ذهب أراد أن ينقل مبلغ مالى كبير إلى شريكه فى منطقة الرماية بالهرم بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، فقرر أن يقوم بحيلة ذكية لينقل الأموال بعيدًا عن الأعين، فوضعها فى كرتونة ووضع عليها قصاصات الجرائد والكتب الممزقة لتوحي الكرتونة، بأنها مملوءة بمتعلقات طالب جامعي أو معلم.
واتجه تاجر الذهب إلى موقف الأجرة فى محافظة المنيا واتفق مع سائق أن يقوم بتوصيل هذه الكرتونة لصديقه فى موقف ميدان “الرماية” قائلا له : “هذه الكتب القديمة سيستلمها منك صديقي في ميدان الرماية لأنه من دراويش القراءة”، فحرك السائق رقبته لأسفل مؤمنًا على حديث تاجر الذهب، مؤكدًا أن كتبه فى الحفظ والصون.
وحزم سائق هذه الكرتونة بحبل مصنوع من البلاستك ووضعها على شبكة سيارة الأجرة في موقف المنيا، بعد أن وضع تاجر الذهب في يده أجرة راكب حتى يحافظ على الكرتونة لتصل لشريكه سالمة.
أخفى تاجر الذهب على السائق أن «الكرتونة» داخلها مبلغ ضخم 2 مليون و350 ألف جنيه، حتى مرت 5 ساعات منذ أن تحرك السائق بسيارته ووصل إلى مشارف ميدان الرماية، ووقفت سيارة الميكروباص أمامه وداخلها مجموعة مكونة من 5 أشخاص ونجحوا في الاستيلاء على الكرتونة، فى دهشة السائق من المحاولة الغريبة من عصابة لسرقة كرتونة كتب.
ليقوم بالاتصال بتاجر الذهب، وعلامات الضحك والسخرية تبدو على كلامه ليقول له : “يا حاج كرتونة الكتب سرقت”، ليحل الخبر كالصاعقة على الأخير معتقدًا أنها حيلة من السائق لسرقة المبلغ بعد اكتشاف ما بداخلها.
وعلى الفور تحرك تاجر الذهب، من محافظة المنيا حتى وصل إلى الجيزة وحرر محضرًا أمام أمن الجيزة بسرقة 2 مليون و350 ألف جنيه من أعلى سيارة ميكروباص وكان بصحبته سائق السيارة، وعدد من شهود العيان من الركاب الذين أكدوا صحة رواية السائق، وأن المتهمين استولوا على الكرتونة عنوة بعد تهديدهم.
إلا أن القصة لم تكن حزينة لمدة طويلة، حيث كشفت أجهزة الأمن في محافظة الجيزة تفاصيل الواقعة، وألقت القبض على أفراد العصابة، وتبين أن أحدهم من محافظة المنيا وكان يعرف خط سير تاجر الذهب وما يوجد داخل الكرتونة، فاستعان بـ 4 من أصدقائه ونجحوا في تنفيذ الواقعة، وبتضييق الخناق على المتهمين اعترفوا بتفاصيل الواقعة وأرشدوا عن مكان النقود المسروقة.
وقررت النيابة العامة حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق بعد اعترافهم بتفاصيل الواقعة والتخطيط لها منذ أن اكتشفوا ما يفعله تاجر الذهب، من إرسال النقود إلى شريكه في القاهرة في كرتونة، أو جوال مع سائق ميكروباص.
أنقذت سلطات الأمن أموال تاجر الذهب الذى قرر أن يقوم بالتفكير خارج الصندوق ويضع أمواله بشكل غريب فى كرتونة أعلى ميكروباص حتى دون أن يركب ويوصلها بنفسه لتوصف هذه العملية بأنها أغبى عملية نقل أموال.. فهل شاهدت أغرب من هذا؟