استطاع هذا الرجل أن يخدع الكثيرين . كان اول من تعرضوا للخديعة مدير بنك دبي الإسلامي في الإمارات . ثم بعد ذلك تواصلت الحيل ليستولي على قلوب النساء اللائي ساعدنه في عملياته الاحتيالية. الغريب أنه ظل يعيش في امريكا كالملك ولم يصدر ضده حكم بالحبس فكل مرة يتم ضبطه يخرج بكفالة .
بدأت القصة عندما ذهب رجل بسيط يدعي فوتانغا باباني سيسوكو من دولة مالي للحصول على قرض من بنك دبي الإسلامي بالإمارات ، حيث كان يعمل وقتها في دولة الإمارات. كان يريد شراء سيارة بهذا القرض. تعرف على مدير البنك واستضافه على العشاء ليشكره على الموافقة على القرض، ثم أوهمه بانه يستطيع مضاعفة الأموال عن طريق الجن والأعمال السفلية التي يقوم بها .
طلب سيسوكو من مدير البنك أن ياتي لزيارته في منزله ويحضر معه مبلغا ماليا ووعده بأنه سيضاعف له هذا المبلغ. وحين ذهب مدير البنك لمنزل سيسوكو كانت عدة الاحتيال جاهزة تماما. خرج سيسوكو مسرعا مدعيا أن الجن غاضب منه ويطارده، وأخذ الأموال من مدير البنك ووضعها في غرفة مظلمة معبأة بالدخان والبخور ، وبعد فترة تضاعفت الأموال التي جلبها مدير البنك . فصدق الخدعة وبدأ نزيف التحويلات .
أقنعه سيسوكو بتحويل مبالغ كبيرة له خارج الامارات وتحديدا في بنك بامريكا وبالفعل قام مدير البنك الذي كان يدعى محمد أيوب بإجراء 183 تحويلا لصالح سيسوكو بين أعوام 1995 و1998 ووصلت قيمة التحويلات إلى 242 مليون دولار . الأمر الذي أحدث إلى نقص في سيولة البنك الإماراتي وغضب عملائه بشكل كبير . ولم يعرف أحد السبب إذ كانت الأموال يتم تسويتها بمعرفة مدير البنك الذي اتهم بالاحتيال والاختلاس وقضى عقوبة كبيرة في السجن وخضع للعلاج من السحر الذي سيطر على دماغه بفعل سيسوكو .
لم يكتف سيسوكو بالسيرطة على مدير بنك دبي بل تقرب أيضا من مسؤولة في سيتي بنك في أمريكا وسرعان ما تزوجها أو على الأقل اكتسبها في صفه لتسهل له عملية استلام التحويلات .
عاش سيسوكو عيشة الملك في أمريكا كان يصرف بسخاء ويشترى الهدايا ببذخ لكل من يساعده من المحامين أو رجال الأعمال او رجال الجمارك والموظفين الرسميين . حيث أسس بعد ذلك شركة طيران في بلده مالي ، وأصبح من كبار رجال الأعمال .
أفعال سيسوكو أثارت الشك حوله فتم ايقافه في أمريكا لكنه خرج بكفالة 20 مليون دولار ، وطارده الانتربول الدولي لأكثر من 20 سنة ولكن دون جدوى ، فالرجل استطاع أن يستخدم نوعا من سحره الشخصي لاجتذاب الناس وكسب ودهم وليس السحر الأسود كما ادعى للاحتيال على مدير البنك .
وعاد سيسوكو إلى موطنه مالي في نهاية الأمر ويعيش حياة عادية ولكنه ممنوع من مغادرة بلده .