نكشف تفاصيل مقتل ضحيتا العمرانية ليلة رأس السنة أمام أطفالهما ، الذي استقبلت به أحدى الاسر العام الجديد، إذ استهدف 3 ملثمون كانوا يستقلون “توك توك”، شقيقيه عادل وأشرف بولس، بإطلاق الأعيرة النارية من بندقية آلية، أثناء وقوفهما بمحل خمور، بجوار مالكه رؤوف ميخائيل، وهو صديق لهما، في شارع الدكتور بمنطقة العمرانية بالجيزة.
وداخل مشرحة زينهم، كان هناك لفيف من الناس مسلمين ومسيحيين، يرثون الضحيتين، قائلين “أحسن ناس تربينا معاهم، ولم نر منهم عيبًا”، مؤكدين أنهما يتمتعان بسلوك طيب، وليست لديهما خلافات عدائية مع آخرين.
يضع “وحيد” كفيه على فمه، محاولاً كتم نحيبه، لكن سرعان ما تنفجر عيناه بالدموع، ليقول بصوت مسموع: “إخواتى ذهبوا إلى كنيسة القديس بولس الرسول بشارع الدكتور، رفقة أولادهم الثلاثة وأكبرهم عمره 12 عامًا، لأداء الصلوات، وما أن انتهوا جميعا، اصطحب الوالدان أبنائهما واشتريا للصغار ملابس العيد “حذاء، وسويت شيرت، وفستان”، ومرا على محل رؤوف لتهنئته بالسنة الجديدة، بعدها أمطر الإرهابيون بوابة المحل ومحيطه بوابل من الرصاص، فسقط الشقيقان شهيدين على الفور”.
وتابع وحيد، الشقيق الأكبر، 55 عامًا، متأثرًا بما رواه الأطفال: “بابا مات والناس جريت”، مشيراً إلى أن “عادل”، و”أشرف”ناما فوق أبنائهم حتى لا يُصاب أحد منهم بأى طلق ناري.
الأخوان عادل وأشرف لديهما محل ميكانيكا وتغيير زيوت اسمه “البطل”ملاصق لمحل الخمور، بحسب”وحيد”الذي تابع قائلا: “مر شقيقاي على صديقهما صاحب محل الخمور لتقديم التهنئة خصوصًا وأن الأخير كان لديه زحام في رأس السنة، وكانا يريدان الوقوف إلى جانبه وعرض المساعدة عليه، لكن الموت كان في انتظارهما، عندما أطلق الجناة النيران بصورة عشوائية”.
كل سكان شارع مجلع رومانى محل سكن الأخوين، أجمعوا على طيبتهما. وتقول أم فاطمة، بائعة الخضراوات: “لما كان يمر أشرف علىّ يلقى السلام.. للاسف لن أسمع معايدته مرة أخرى”، وأضافت: “الشقيقان كانا في حالهما، ومن فرط طيبتهما انشآ دورين بمنزلهما لابنتى شقيقتهما المتوفاة كى يتزوجا بالعقار”.
وقال ماهر صبرى، زوج أخت المجنى عليهما: “الجناة كانوا 3 أشخاص يستقلون”توك توك”، وتم إطلاق النيران من بندقية واحدة، إذ أظهرت كاميرات مراقبة محل سوبر ماركت متاخم لموقع الحادث أنه وقع تمام الساعة 1.40 دقيقة من صباح أمس، إضافة إلى تصوير كاميرا محل عطارة بشارع سعيد جاد الله هروب المتهمين باتجاه الطريق الدائرى”.
يقول “صبري”، 30 عامًا، غاضبًا مما أسما مسلسل استهداف المسيحيين: “عاوزين حق المجنى عليهما فقط، ما يروحش هدر كما راح حق غيرهما”، وتابع: “عيال عادل وأشرف هيعيشوا إزاى؟، منظر قتل والديهما لايزال ماثلا أمامهما، يكاد يموت الأولاد من كثرة البكاء حتى مريم ابنة أشرف ذات الـ5 سنوات، قالت :عاوزة أموت وأروح لبابا”.
“العيال تتربى وسطنا.. لكن حق أبوهم لازم يجى عشان الأولاد يعرفوا يعيشوا”، هكذا تحدث جمال غالى، زوج أخت المجنى عليهما، متابعاً: “القصاص هو اللى يبرد دمنا ليس أكثر ولا نريد تعويضات، البنى آدم لا تقدر حياته بثمن”.