داخل أحد عقارات حي صفط اللبن الشعبي في محافظة الجيزة، وقعت جريمة قتل بشعة تقشعر لها الأبدان أطرافها «أب وأم» متهمان بقتل الابن وذلك بتعذيبه حتى الموت.
بدأت الواقعة بتلقي مديرية أمن الجيزة بالعثور على جثة شاب في العقد الثاني من عمره، لتبدأ رحلة التحقيقات كاشفة عن مفاجآت من العيار الثقيل، حيث لم تقتصر الواقعة على القتل بل أيضا «الدعارة».
كشفت التحقيقات أن الأب«حسام .ح» 43 سنة ويعمل سمكريًا وزوجته قتلا ابنهما الضحية «مصطفى»11 سنة، طبقا لما ورد في التحريات والتحقيقات.
تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا من شخص في العقد الرابع من عمره، وعلى ملابسه آثار دماء، ما هي إلا لحظات وقبل أن يسأله أحد ضباط النوبتجية عن أسباب حضوره، نظر إليه وقال له: «أنا اسمي حسام، جاي اعترف بجريمة قتل، أيوه قتلت ابني مصطفى، فضلت أضرب فيه لحد ما مات في إيدي، كان بيروح لأمه اللي كانت محبوسة في قضية دعارة، كانت خايف عليه من المشي البطال بتاع أمه، بس هو دلوقتي في مكان أفضل عند ربنا».
التف ضباط وأفراد القسم حول ذلك الرجل، وأحضر أحدهم كرسي خشبي وطلب منه الجلوس والهدوء للحظات، وصعد أحد افراد الشرطة إلى مكتب المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور بالطابق الثاني بديوان القسم، وأخبره بوجود شخص يخبرهم بجريمة قتل.
وعلى الفور تحرك المقدم محمد الجوهري رئيس المباحث والرائد طارق مدحت معاون المباحث إلى الشخص، فأخبره الأب بما فعله بابنه مصطفى 11 سنة قائلا له: «أنا طلبت منه أن هو ما يكلمش أمه تاني، علشان أمه اتمسكت من سنة في قضية دعارة بمنطقة إمبابة، واتحبست سنة وخرجت من حوالي شهر، طلبت منه كده عشان خايف عليه من السكة الشمال».
وتابع الاب: «أنا طلقت أمه من أول ما اتمسكت، طلقتها بعد 8 سنين جواز، ولما لقيت مصطفى، عنده إصرار أن هو يكلمها، كتفته بالحبال وفضلت أضرب فيه بالعصا 3 ساعات، وفوجئت بيه ما بيصرخش من الألم، كان بين إيد ربنا وأنا كنت بضرب فيه، الله يرحمه كان شاطر في المدرسة».
عقب ذلك، أخطر المقدم الجوهر، اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل الواقعة، وأمر باقتياد الأب الذي اعترف بارتكابه لواقعة القتل إلى مسرح الجريمة.
وتم اقتياده في حراسة أمنية مشددة ضمت كل من العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل فرقة المباحث، والمقدم محمد الجوهري رئيس المباحث، والرائد طارق مدحت معاون المباحث إلى مسرح الجريمة.
وتبين أنه عبارة عن: «عقار مكون من 5 طوابق في شارع الرشاح بمنطقة صفط اللبن، وأن الأب مقيم في الطابق الأخير، وتبين أن الشقة عبارة عن غرفتين وحمام ومطبخ.
وعثرت القوات على جثة الطفل الضحية ملقى على السرير في غرفة النوم وتبين أن الجثة بها آثار كي وتوثيق بالقدمين واليدين، وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم».
بالتزامن مع الانتهاء من المعاينة، وصل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث إلى مسرح الجريمة، أعاد استجواب الأب في الاتهامات المنسوبة إليه بقتل ابنه بعد وصلة تعذيب استمرت لمدة 3 ساعات، وحسبما جاء في محضر الشرطة، أن المتهم اعترف بارتكابه للواقعة.
وسجلت القوات اعترافات تفصيلة للمتهم، وتم إخطار المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات في الواقعة المستشار محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة.
وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام. ودارت التحقيقات بمعرفة حازم عامر وكيل أول نيابة الحوادث، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.