«شحوب … دموع… انهيار»، حكاية بنت اسمها «رنا» لم تقترف شيء في حياتها لينتهي بها المطاف على جريمة بشعة ارتكبت بحقها والكارثة الأكبر هي أن من قام بإضرارها هي أمها التي تحكم بها الشيطان لتقدم ابنتها البالغة من العمر 16 عامًا كقربان لزوجها الذي أراد أن يجعلها أحد أفراد شبكة الدعارة الخاصة به.
رنا الطالبة في إحدى المدارس الثانوية بمدينة نصر التي كانت تتميز بالابتسامة والوجه النضر، جاء اليوم الذي تبدو فيه شاحبة اللون وأصبحت تفضل الانعزال الأمر الذي جعل الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة الانتباه لأمرها وسؤالها عدة مرات إلا أنها كانت ترفض الإفصاح عما بداخلها حتى سؤالها أخر مرة حيث انخرطت الفتاة في البكاء.
قالت الضحية إنها كانت تعيش في حياة مستقرة بين أمها وأبيها وأختها الصغرى وكانت تحلم بمستقبل مشرق بعد استكمالها تعليمها، وفجأة عرفت الخلافات طريقها إلى منزلها المستقر، وكثرت المشكلات بين أبيها وأمها إلى أن انتهت بالطلاق.
وأضافت الفتاة: «لم تضيع أمي وقتا، وتعرفت على رجل يصغرها بنحو 10 سنوات، وسرعان ما تزوجته، وانتقلت أنا وشقيقتي لنعيش مع أمي في بيتها الجديد بمنطقة عزبة الهجانة».
وأوضحت الفتاة أن زوج أمها رجل كان يتمتع بسمعة سيئة وبعد فترة قصيرة استطاع أن يسقط والدتها في مستنقع الرذيلة، واعتاد جلب راغبي المتعة من الرجال لينهلوا من جسدها في وجوده مقابل المال، وكانت الأم لا ترفض له طلبا ولا تعصى له أمرا.
وكانت الصدمة الأولى للفتاة عندما طلب منها زوج الأم ممارسة الجنس معها ولكنها نهرته وشكته لأمها ولكن كان رد الأم هو الصمت، مشيره إلى أنها لاحظت منذ زواج أمها وأن زوجها يتفحص جسدها بنظراته الشهوانية، وأدركت أنه يرغب في اغتيال براءتها ومع الوقت أصبح يمتدح جمالها، ويحاول ملامسة أماكن حساسة من جسمها.
وروت الفتاة: «ذات ليلة وأثناء نومى أنا وشقيقتي، فوجئت بزوج أمي يدخل علينا ودون مقدمات انقض علىّ محاولا تجريدي من ملابسي واغتصابي… قاومته بكل قوة وتعالت صرخاتي حتى استيقظت أمي وحضرت مسرعة… في لحظات انهال الذئب علىّ ضربا متهما إياي بسوء السلوك، وأنني على علاقة بعدد من شباب المنطقة، في محاولة منه لتبرير تواجده بغرفتي، ثم اصطحب والدتي معه وخرجا وتركاني في حالة انهيار تام، ثم كانت الطامة الكبرى، عندما اقتحم زوج أمي غرفتي على مرأى ومسمع منها، وأغلق الباب خلفه وشل حركتي واغتصبني بوحشية بعلم والدتي التي كانت تقف أمام الباب لمنع شقيقتي الصغرى من محاولة إنقاذي من بين أنيابه».
وعقب ما روته الطالبة، اصطحبت الأخصائية رنا إلى قسم الشرطة، وقدمت بلاغا تتهم فيه زوج والدتها باغتصابها بموافقة الأم وبعد تقنين الإجراءات ألقى القبض على الأم وزوجها.
وفى التحقيقات فجرت الأم مفاجأة من العيار الثقيل قائلة: «زوجي الجديد أقنعني بالعمل في الدعارة، ثم أقنعني بتجنيد رنا وإسقاطها معنا في ذلك المستنقع، واستغلال صغر سنها في تحقيق مكاسب سريعة… واتفقت أنا وزوجي على أن يتزوجها هو بعقد عرفي حتى تفلت من رجال المباحث حال القبض عليها، ولكنها رفضت بشدة وازدادت إصرارا وعنادا، فكان من الضروري «كسر عينها» واغتصابها، لذلك ساعدت زوجي في تنفيذ جريمته البشعة، ظنا منى أن هذا هو الحل الوحيد لإجبارها على الزواج العرفي، ومن ثم العمل في الدعارة».
واعترف زوج الأم بجريمته وعن زواجه منها قال إنه اعتقد أن العقد العرفي سيمنع رجال مباحث الآداب من القبض عليها في حالة ضبطها متلبسة مع زبون، ولم يخطر على باله أنه بهذا الزواج سيرتكب جريمة أخرى هي الجمع بين الأم وابنتها في عصمته.
وبعد انتهاء التحقيقات أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات.