قصة قد لا تحدث إلا في الخيال، أبطالها ثلاثة شخصيات سيدة وزوجها وعشيق زوجها، فالزوج اتضح أن له عشيق ويطلق عليه اسم شذا، هذا ليس من وحي خيال راوية، ولكنها حقيقة مرة كالعلقم عليها، اكتشفتها زوجة في ربيع شبابها، بعدما صدرت لها الأوامر من الزوج الغير سوي، بأن تغادر البيت وتمكث في منزل أبيها لحين أن يهاتفها، شكها وريبها في إصراره على أن تغادر البيت في هذا اليوم، دفعها إلى مراقبته حتى اكتشفت الكارثة.
ووفقًا لما ذكرته الضحية في البلاغ الذي تقدمت به: «كان مال زوجي كفيلا أن يجعل أهلي يسلمونني له على طبق من فضة في أقل من شهر دون أن يتقصوا أثره أو يتحروا عن سيرته، أو يسألوا حتى عن أسباب بقاءه دون زواج حتى سن الأربعين رغم يسار حاله، وبدأت حياتنا الزوجية على غير العادة، وما هو مألوف لفتاة ليلة عرسها فقد أدار ظهره عني، وتحجج بأنه جسده متعب، صدقته وارحت جسدي، في انتظار لكن بلا جدوى فقد توالت الليالي وأنا أتابع هروبه مني في الفراش، وكان الرد برودا عندما بدأت اشكو الى أهلي، ولم تظهر عليهم أي علامات للخوف او الذهول او حتى الاستغراب وكأنهم يخفون شيئا، وصمت خوفا منهم.
جلست في سكون تتأمل لحظات حائرة بين شرود وذهول، سكون يشبه سكون الموتى، تتذكر يوم زفافها وتتذكر لعاب أبيها السائل على حفنة من الأوراق البالية غازل بها العريس فقره ليداري بها على شذوذه ويجمل صورته أمام العالمين على حسابها،
ما أصعب ان تعيش زوجه زواجها مع وقف التنفيذ فكانت هي من تجذبه وتأثر اهتمامه لكن بلا نتيجة، فقد كان يعود الى المنزل منهكا كأنه كان يصارع طوال النهار، وعند سؤالها له ألم يشتاق اليها كان يقول: «مش قادر بعدين».
ينتفض جسد الثلاثينية وهى تسرد تفاصيل الليلة المشؤومة التي قصمت ظهر زواجها: «أمرني بأن أذهب لمنزل أهلي، وبالفعل التزمت بأوامر زوجي، وذهبت إلى منزل أهلي لكن ظلت الظنون تعصف بذهني، فقررت أن افاجئه، وبمجرد أن انهى المفتاح دورته الأولى حتى سمعت وأصوات مريبة تتسلل من باب الغرفة التي يجلس بها زوجي مع رفيقه، تجاهلتها في بادئ الأمر لكنها تمادت في الارتفاع، فاقتربت من باب الغرفة المنشودة بخطوات مترددة، ونظرت من الثقب بحذر، فرأيت زوجي وهو يمارس الشذوذ مع صديقه».
وتابعت: «وفوجئت بصديقه يطلب منه ما كان يطلبه منى في لقاءاتنا القليلة البائسة، تسمرت في مكاني، وكدت أن أفقد وعيي من هول ما رأته عيني حيث تبين لي أن زوجي طلع «ست يعني زيي زيه».
وبدأت اترجم كثيرا من طلبات وتصرفات زوجي الغريبة، فلملمت شتات نفسى وخلعت عنى ثوب خوفي وواجهته فلم يجد مفرا من الاعتراف بأنه شاذ، وأن زواجه منى كان لتجميل صورته أمام الناس وليداري به على شذوذه وأنه يرغب في الزواج من رجل مثله وتابع لا يمكنني أن أجزم بشكل قاطع إن كان ما يغريني إلى حد الجنون أم متعة جسدية خالصة».