في كل فترة يظهر «عنتيل»، ولكن كما يقول المثل العربي «كل شيخ له طريقته»، فهذا الشخص من نوع مختلف، فهو لديه قدرات عالية فى استخدام التكنولوجيا وعالم البرامج الصوتية التى يمكنه بها تغيير صوته لأى شخص يريده.
شاكر، شاب يعمل موظفًا في أحد المستشفيات نجح بطريقته الشيطانية في الإيقاع بضحاياه اللاتى تجاوز عددهن الـ40 ضحية، بعد إقناعهن أنه فنانة شهيرة، وبإمكانها إدخالهن العمل الفنى.
بدأت الواقعة بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا من إحدى الفتيات تتهم فيه أحد الشباب بابتزازها، باستخدام مقاطع صوتية لها، فوفقًا لما ذكرته الفتاة فإنه يرسل لهن مقطع صوتى لهذه الفنانة لإثبات أنه تلك الفنانة، وتسقط الضحية بسهولة، طفلة صغيرة تبحث عن الشهرة والمال، ترضخ لتعليماته.
وتقول الفتاة إنه يطلب من الضحية أن تصور نفسها فى مقاطع مخلة ثم ترسلها، ليبدأ هو بعد ذلك رحلة الابتزاز مع أسر هؤلاء الصغيرات، ويطلب من أسرهن آلاف الجنيهات حتى لا ينشر تلك الفيديوهات على مواقع «يوتيوب» و«فيسبوك» والتشهير بسمعة ابنتهن، هناك من يرضخ وهناك من يرفض ويكون جزائه بث الفيديوهات على مواقع الفيس بوك وعلى صفحات لشباب الجامعات، القصة كاملة نقدمها لكم بين سطور هذا الموضوع وكيف أسقطته البصمة الإلكترونية.
مكالمة تليفونية، من فتاة غير معروفة للطفلة، ه.ن.م، 13 سنة، بصوت هادئ وجميل يبدأ المحادثة معها على أنه امرأة، وعليها أن تركز لمعرفة المتصل، يعرف اسمها، وعمرها، والمرحلة الدراسية، وهنا تبدأ الطفلة فى الانسياق وراءه والوقوع فى الفخ، فهذه الطفلة ليست الوحيدة وفقا لتحريات المباحث واعترافات الشاب ولكنها الرقم 30 أو 40 على حسب ذاكرة الشاب وفقا لاعترافه، الذي تمكن من إقناعها من تصوير نفسها فى أوضاع مخلة وأرسال صور لها وفيديوهات وهى فى تلك الأوضاع له على رقم هاتفه، لكن الضحية هنا لا تعرف أنه رجل، ولكن هذا الشاب كان يغير صوته عن طريق برانامج حديث متخصص فى تغيير صوته وتحويله إلى صوت الفنانة الشهيرة، لتندهش الطفلة البريئة، وتسقط فى شباكه بسهوله، بعد أن يرسل لها مقطع فيديو بصوت الفنانة لتقتنع الطفلة تماما، أنها تتحدث للفنانة المعروفة.
تبدأ الفنانة «الشاب النصاب» حديثه بكلمات معسولة، بعد أن يرى صورتها على البروفايل الخاص بها على الواتس، ويمتدح جمالها، يسمع صوتها، وحينما يسمعها يشكر فيها، مبالغا أنها موهوبة، وأنه سيجعلها نجمة خلال شهور قليلة، وهنا تطلب الفنانة من الطفلة، صورا لها، وهى بملابس داخلية لترى قوامها الجذاب الممشوق، وهل تصلح لأن تكون نجمة شباك أم مجرد فنانة مثل باقى الفنانات اللاتى يظهرن على الشاشة ولكن دون نجومية، على الفور تبدأ الطفلة فى السير وراء السراب الذي ذرعه لها الشاب النصاب، تتجرد من ملابسها فى أول خطوة وتكتفى فقط بملابس داخلية، وتلتقط لنفسها صور سيلفى، وترسلها للفنانة الشهير «الشاب النصاب».
وتصل الرسائل للشاب، يبدأ يفحص الصور، يتأمل فيها، وحينما تعجبه الطفلة أو الفتاة وتدخل عقله، وتتربع على عرش مزاجه، يبدأ فى الاستمرارية فى الحديث معها، باعتبار انه الفنانه، وأنها أعجبت بها، ويقنعها بأنها تمتلك وجه سينمائى جذاب.
تستمر الطفلة فى السقوط فى الممنوع، على أمل وهم رسمته فى مخيلتها ليس له أساس من الواقع، لكنها فى نفس الوقت لا تعلم أنه رجل، فهو لدية خبرة ومعرفة بالبرامج الحديثة القادرة على تغيير الصوت لأى شخص تريده، ومن هنا يتحكم فى فريسته بسهولة.
يرسل الشاب مقطع فيديو بصوت الفنانة ويطلب منها أن تغنى وهى ترقص وتتمايل وتقوم بآداء إغراءات حتى تتمكن من الحكم عليها، يتلاعب بأحاسيسها، ووجدانها، ويأخذها إلى منطقة بعيدة عن الواقع وهى تستجيب للفنانة صاحبة الصوت المزيف وتقع فى الفخ الأخير حينما ترسل فيديوهات لها حتى ولو أرسلتها لفنانة او فتاة مثلها، فهى بذلك وضعت نفسها فى موقف حرج.
فى اليوم التالى يأتى اتصال تليفونى للطفلة لكنه هنا ليس بصوت الفنانة، ولكن بصوت رجل غليظ، من نفس رقم الفنانة التى كانت تتحدث لها بالأمس، يطلب منها أن تتماسك، لأنه سيفاجئها بأمر خطير، وهو أن الفناة الشهيرة التى كانت تتحدث معها بالأمس ماهو إلا كمين وفخ نصبته لك، حتى أحصل على الفيديوهات التى قمت بإرسالها لى بسهولة، لاتزال الطفلة فى حالة عدم وعى، وكأن أحلت بها صاعقة، دارت بها الدنيا، أغمى عليها، ولكنها بعد لحظات عادت مرة أخرى لوعيها، وسألته عن سبب مافعله؟ فلم يجاوبها اكتفى بالصمت، قال لها بعد دقائق ستعرفين! شعرت الطفلة أنها فى موقف صعب، حائرة هل تقول لأمها أو لوالدها أم لمن؟.
مرت دقائق، تليفون الأم يرن، ترد، شاب يبلغها أنه يريدأن تسمعه فى أمر خطير وإلا سيضيع مستقبل ابنتها الصغيرة، صمتت الأم وهى فى حالة قلق وخوف، وتنصت، للشاب الذي يقول لها أنه يمتلك فيديوهات مخلة لابنتها، وأريد مبلغ 50 ألف جنيه، مقابل عدم وضعه على اليوتيوب أو مواقع إباحية أو الفيس بوك، تسمع الأم وتتمنى أن يكون المتصل شخص يعرفها جيدا ويمازحها، بطريقة سخيفة لكن الاتصال ينتهى هنا.
تذهب الأم للأب وتشرح له على الفور تذهب الأم وبصحبتها زوجها وابنتها، إلى الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات، وتحرر بلاغا وتحكى، ز.س.ن، ربة منزل قصتها وابنتها كاملة إلى مدير الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات، وأن هذا الشخص يستخدم خط تليفونى «محدد» ويقوم بإرسال رسائل لهاتف ابنتها القاصر، ه.ن.م، 13 سنة، باستخدام تطبيق الواتس آب، منتحلا شخصية فنانة شهيرة، وعزز لديها القناعة بذلك بأن أرسل إليها مقطعا صوتياً بصوت تلك الفنانة وطلب منها إرسال عدة مقاطع فيديو شخصية إليه فقامت بافعل بإرسالها ثم راودها عن نفسها وساومها لدفع مبالغمالية تصل لآلاف الجنيها وإلا سيقوم بنشر تلك المقاطع على المواقع المختلفة للتشهير بها.
على الفور أمر اللواء خالد عبد العال مساعد الوزير لأمن القاهرة واللواء مدير الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات بتشكيل فريق بحث، أشرف عليه اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء محمود خلاف نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عبد العزيز خضر مدير مباحث القاهرة، وقاده العميد هشام لطفى رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعقيد شريف فيصل رئيس مباحث حلوان.
وبإعداد الأكمنة تم القبض على المتهم، وبعد الاستعانة بالتقنيات الحديثة وتتبع البصمة الإلكترونية تم التوصل إلى أن مستخدم الخط التليفونى المحدد هو مستخدم حساب فيسبوك وتبين أن اسمه «شاكر .م. ش»، موظف بمستشفى، وبمواجهته اعترف بارتكابه بالواقعة، وأن هناك ضحايا أخريات قام بابتزازهن والنصب عليهن.
كما استدعى مدير نيابة حلوان ضحايا عنتيل حلوان الذي بث لهم فيديوهات مخلة بالآداب لابتزاز الأطفال والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى لسماع أقوالهم حول الواقعة المثيرة.