لم يكد يمر عام على واقعة الطفل المغربي ريان، الذي جعل قلوب وأعين الملايين يتابعون لحظة بلحظة تطورات انتشاله من البئر التي سقط فيها، حتى صدم العالم بإعلان رحيله بعد عملية إنقاذ استمرت 5 أيام من بئر عمقها 60 مترا ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، بشمال المغرب… حتى فوجئنا اليوم بواقعة مماثلة لطفل مغربي أيضا سقط فى بئر عميقة بمنطقة “أحد بو موسى التابعة لإقليم الفقيه بن صالح”.
الواقعة الجديدة أرعبت المغاربة، وجعلتهم يتذكرون ما حدث للطفل المغربي ريان، فى فبراير الماضي، والجميع كان يُمني النفس على أمل إنقاذه وعدم تكرار ما حدث لريان.
لكن قدر الله كان نافذا، ليكون الأمر وكأنه تكرار لما حدث مع ريان، غير أن هذه المرة الرحيل كان سريعا.. رغم أن قوات الإنقاذ نجحت في انتشاله بعد ساعتين فقط من سقوط، وليس كما حدث مع ريان الذي بقى في البئر لخمس أيام كاملة.
ريان المغربي الجديد يبلغ من العمر حوالي عامين، ورحل عن الحياة عقب سقوطه في بئر بجوار منزل أهله بإقليم الفقيه بن صالح في المغرب، أمس الخميس.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن الصغير كان يلعب أمام منزل أسرته، ولفظ أنفاسه الأخيرة إثر سقوطه في بئر يبلغ عمقها حوالي 20 مترا ، بمنطقة “أحد بو موسى التابعة لإقليم الفقيه بن صالح”.
فيما أشارت مصادر إعلام أخرى إلى أن “عمق البئر يتجاوز 46 مترا”، مؤكدة أن ضيق وعمق البئر تسببا في استغراق عملية إنقاذ الطفل وقتا أطول، حيث انتشلت الأجهزة المعنية جثة الضحية بعد حوالي ساعتين من سقوطه بالبئر. وضجت الأوساط المحلية على وقع الحادثة التي استحضرت واقعة الطفل “ريان”.
ولنذكركم بقصة الطفل المغربي ريان أورام، ذو الخمس سنوات، الذي لم يكن يعلم حينما خرج ليلهو ، قرب منزله في بلدة اغران قرب مدينة شفشاون، شمال البلاد، أنه سيقع في قعر بئر سحيقة، لتشغل مأساته المغرب أجمع بل العالم العربي.
فقد بات ذاك الصغير حينها حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الأخبار والناس صغاراً وكباراً، وسط آمال ودعوات له بالنجاة، بعد أن رقد لليوم الخامس على التوالي في البئر الضيقة التي وقع فيها، وسط جهود جبارة مازالت مستمرة لإنقاذه، حتى خروجه أخيرا لكن دون روحه.
يذكر أن الحكومة المغربية كانت قد وافقت في وقت سابق على مقترح قانون لمعاقبة “كل من قام بأشغال حفر بئر أو ثقب مائي أو تجويفات أو ممر أرضي أو نفق أو تثبيت أنبوب أو قناة دون اتخاذ الاحتياطات والإشارات المعتادة أو المقررة قانونا”، حسبما أوردته وسائل إعلام محلية.
ووفقا للقانون المقترح يعاقب المخالف بـ”الحبس من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة نافذة من خمسة آلاف إلى خمسة عشر ألف درهم، أو إحدى هاتين العقوبتين فقط”.
أخيرا بالتأكيد المآسي تصنع الوعي، والخسائر تكسب الخبرة، وقصة الطفل المغربي «ريان» ومن وغيره وسقوطهم في أبار عميقة حتى وفاتهم على الرغم من مأساويتها وألمها إلا أنها من اللحظات التي تكشف معادن الناس وأصناف البشر.. وتجعلنا نسأل السؤال الأهم: متى نرى تحركا سريعا في مثل هذه المواقف؟ والأهم هو متى نرى اهتماما وتحركا للتخلص من الآبار العشوائية الخطيرة التي تهدد أبناء العالم العربي؟