سقطت فى منبع الحياة، وفي إكسيرها قلق لا يوصف من الملايين في 10 دول تعتمد على مياه النيل فى حياتها اليومية، إثر سقوط طائرة تنزانية فى بحيرة فيكتوريا التى تعد منبع مياه النيل الأبيض.. فماذا حدث؟
فشل قائد طائرة تنزانية فى السيطرة عليها، خلال محاولته الهبوط بمطار بوكوبا التنزاني، مما أدى إلى انحرافها وسقوطها بحيرة فيكتوريا.
وتتبع الطائرة التي كان على متنها 49 راكبا، شركة “بريسيجن إير” التنزانية؛ أكبر الشركات الخاصة بالطيران، في البلاد.
وذكرت التقارير حول الحادث، أن الطائرة أقلعت من مطار العاصمة دار السلام و”سقطت في بحيرة فيكتوريا هذا الصباح بسبب أعطال فنية وسوء الأحوال الجوية، لدى محاولة قائد الطائرة الهبوط بمطار بوكوبا على سواحل فيكتوريا، كبرى بحيرات إفريقيا.
وذكرت هيئة الإذاعة التنزانية الرسمية أن 15 شخصا أُنقذوا حتى الآن، فيما لم تشر إلى إصابات أو حالات رحيل عن الحياة.
وشددت على أن السلطات أرسلت قوارب إنقاذ ونشرت عمال طوارئ لمواصلة البحث وإنقاذ الناجين العالقين في الطائرة.
وفي تعليق للسلطات الرسمية على الحادث، دعت رئيسة تنزانيا سامية حسن، الناس إلى التزام الهدوء حتى إتمام عمليات الإنقاذ.
وتظهر صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة السلطات المحلية إنقاذ الركاب من الغرق.
وأظهرت لقطات مصورة وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الطائرة مغمورة بالكامل تقريبا، ولا يظهر سوى ذيلها.
تعتبر فيكتوريا بحيرة من بحيرات العالم العذبة، وتبلغ مساحتها 68870 كيلو متر مربع، حيث تحتل من ناحية المساحة المرتبة الأولى من بين البحيرات الإستوائية، والمرتبة الأولى من بين بحيرات القارة الإفريقية، والمرتبة الثانية من بين بحيرات العالم، وأعمق نقطة فيها تبلغ 82 مترًا، وتضم تقريبًا 3 آلاف جزيرة، كما تعد منبعاً لنهر النيل الأبيض.
ومع سقوط الطائرة ساد القلق لدى المهتمين بالبيئة من الآثار السلبية لسقوط الطائرة ومخلافاتها التى قد تسقط فى البحيرة لاسيما أنها أهم مصدر مياه عذبة فى القارة الإفريقية وتطل عليها ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وتنزانيا.
وتعد كارثة الطائرة التنزانية ليست الأولى لتنزانيا، حيث سبق وأن غرقت عبارة في جنوب بحيرة فيكتوريا في تنزانيا منذ سنوات قليلة ما تسبب فى رحيل المئات فى مياه النهر، حيث كانت العبارة “إم في نيريري” تقل نحو 200 راكب وهو ما يوازي ضعفي قدرة حمولتها، حين غرقت قرب جزيرة أوكارا قرب رصيف الميناء، وغالبا ما يرجع السبب إلى الحمولة الزائدة، وغالبا ما تكون الحصيلة كبيرة بسبب عدم وجود سترات للنجاة على متن السفينة ولأن العديد من الركاب لا يعرفون السباحة.
إلا أن الكارثة الأضخم فى بحيرة فيكتوريا كانت فى عام 1996، حيث رحل ما يقرب من 700 شخص في غرق عبارة أخرى في بحيرة فيكتوريا.
على الرغم من الكارثة الإنسانية فى تنزانيا إلى أن الكارثة البيئية التى قد تحدث فى بحيرة فيكتوريا حيث منبع نهر النيل لها الآثر الأكبر على ملايين من الشعوب الإفريقية لاسيما دول حوض النيل العشر” بوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومصر وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والسودان ورواندا وتنزانيا وأوغندا”.. فهل تتأثر مياه النيل؟