مساء اليوم، 11 مارس 2025، يستعد نادي برشلونة لخوض واحدة من أكثر مبارياته أهمية هذا الموسم، عندما يستضيف بنفيكا في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
بعد انتزاع فوز صعب بنتيجة 1-0 في لقاء الذهاب بالبرتغال، يكفي الفريق الكتالوني تحقيق التعادل لضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي.
لكن خلف الكواليس، يواجه المدرب هانسي فليك معضلة غير متوقعة: طلب نجم الفريق الشاب جافي الانضمام إلى التشكيلة الأساسية، مما يضعه في موقف حرج قبل ساعات من صافرة البداية.
فهل يستجيب فليك لرغبة اللاعب الموهوب، أم يتمسك بخطته الأصلية؟
جافي، أحد أبرز خريجي أكاديمية “لا ماسيا”، كان في السنوات الأخيرة ركيزة أساسية في خط وسط برشلونة، حيث أذهل الجماهير بأدائه القتالي وروحه التنافسية.
لكن هذا الموسم شهد تراجعاً ملحوظاً في مشاركاته كأساسي، وهو ما أثار استياء اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً.
وبحسب ما أوردته صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، توجه جافي إلى فليك مباشرة لطلب مكان في التشكيلة الأساسية لمواجهة بنفيكا، معبراً عن رغبته في لعب دور حاسم في هذه المباراة المصيرية.
هذا الطلب لم يأتِ من فراغ، فجافي يرى نفسه قادراً على تقديم الإضافة المطلوبة للفريق، خاصة في ظل حاجة برشلونة إلى الطاقة والحماس في وسط الملعب لمواجهة فريق برتغالي عنيد يسعى لقلب الطاولة على أرض “الكامب نو”.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة بالنسبة للمدرب الألماني.
يجد هانسي فليك نفسه أمام خيار صعب بين جافي وداني أولمو، اللاعب الذي أثبت جدارته في الأسابيع الأخيرة كأحد العناصر الأساسية في خطة المدرب.
أولمو، بإبداعه واستقراره، أضفى توازناً ملحوظاً على خط الوسط، وحظي بثقة فليك كلاعب لا غنى عنه في المباريات الكبرى.
في المقابل، يجلب جافي طاقة مختلفة، تتميز بالضغط العالي والروح القتالية، وهي صفات قد تكون حاسمة أمام فريق مثل بنفيكا الذي يمتلك سرعة ومهارة في الهجمات المرتدة.
اختيار أحدهما على حساب الآخر ليس مجرد قرار تكتيكي، بل قد يحمل تداعيات أعمق داخل الفريق. فإبقاء جافي على مقاعد البدلاء في مباراة بهذا الحجم قد يزيد من إحباطه، خاصة أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير ويحظى بتقدير زملائه.
أما الإبقاء على أولمو فقد يعكس توجه فليك نحو الأداء الفوري والخبرة تحت الضغط، لكنه قد يفسر أيضاً على أنه تجاهل لمطالب نجم شاب يمثل مستقبل النادي.
داخل غرفة الملابس، يترقب اللاعبون بفارغ الصبر قرار المدرب. جافي ليس مجرد لاعب عادي؛ إنه رمز للجيل الجديد في برشلونة، واستبعاده قد يثير تساؤلات حول رؤية فليك لتطوير الفريق.
في الوقت نفسه، يدرك الجميع أهمية مساهمات داني أولمو، الذي أثبت قدرته على التحكم في إيقاع المباريات وصناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
من جهة أخرى، تنتظر الجماهير الكتالونية هذا اللقاء بحماس كبير، وهي تتطلع لرؤية فريقها يؤكد تفوقه على بنفيكا.
لكن أي توتر داخلي قد ينعكس على الأداء في الملعب، وهو ما يضع فليك تحت ضغط إضافي لاتخاذ القرار الصائب. فهل يراهن على شغف جافي واندفاعه، أم يعتمد على استقرار أولمو وخبرته؟
مع اقتراب ساعة الصفر، يتجاوز هذا اللقاء مجرد مباراة في دوري الأبطال، ليصبح اختباراً حقيقياً لقدرة هانسي فليك على إدارة فريقه في ظل التحديات الداخلية.
قرار التشكيلة الأساسية لن يحدد فقط مصير برشلونة في البطولة، بل قد يرسم ملامح العلاقة بين المدرب ولاعبيه في المرحلة المقبلة.
الجماهير على موعد مع مباراة مثيرة، لكن الأنظار لن تكون موجهة فقط إلى أرض الملعب، بل أيضاً إلى القرارات التي ستتخذ قبله.
فهل ينجح فليك في تحقيق التوازن بين طموح جافي واستقرار الفريق، أم أن هذا الطلب سيفتح باباً لصراعات جديدة داخل برشلونة؟ الإجابة ستظهر الليلة.