استيقظت قرية شط الملح بمركز دمياط التابعة لمحافظة دمياط على نبأ انتحار الشاب محمد القباني الشهير بميدو، نبأ الوفاه أحال القرية بأكملها لسرادق عزاء حزنا على وفاة الشاب الذي كان ودودا مع أهله وجيرانه طوال حياته القصيره التي غادرها بمحض إراديه في العشرينات من عمره .
خلافات مع زوجته انتهت بمغادرتها لمنزل الزوجية لبيت والدها واصطحبت معها ابنتهما الصغيرة رغم تعلق الأب بها بشكل جنوني، ومع تصاعد الخلافات وإصرار والدي الزوجة على عدم العودة، تزايدت المشكلات بين الجانبين وتصاعد حالة العند التي دفعت الأم لمنع زوجها من رؤية ابنته رغم المحاولات والتدخلات من الجميع لإقناع الأم السماح لزوجها برؤية ابنته .
حُرم محمد القباني من رؤية ابنته لفترة طويلة في جو من الإصرار والعند لحرمانه من رؤية ابنته التي تتعلق روحه بها، مما أدخله في حالة نفسية سيئة لم تشفع لزوجته وأهلها للاستجابه لمطلبه برؤية ابنته، مما دفعه أمس لتناول حبة من الغلة السامة قام بابتلاعها لإنهاء حياته، تبعها بصرخات دوت في أرجاء المكان ممزوجة بآلام شديدة في المعدة.
مما دفع أهله للجري سريعا والتوجه لمنزل إقامة ابنته، والإسراع بجلب الطفلة لوالدها الذي كان يتألم وسط صراخ وبكاء الطفلة ودموعها التي اغرقت وجهها البرئ ووجه أبيها الذي احتضنته بسيل من القبلات الهستيرية الممزوجة بالحسرة وقلة الحيلة قبل الوداع، والتي اختتمها بكلمات «هتوحشيني يا بنتي بحبك أوي».
ثم نطق الشهادتين وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة وسط بكاء وصرخات أهله وجيرانه الذين تجمعوا داخل منزله في حالة حزن شديد انتظارا لتشييع جثمان الشاب لمحمد القباني لمثواه الأخير في مشهد جنائزي حزين بين أهالي شط الملح لتشييع ابن القرية لمثواه الأخير بمقابر القرية.