يبدو أن الأوضاع في القارة السمراء خلال الساعات الأخيرة، قد جذبت انتباه العالم كله، وتصدرت عناوين الصحف العالمية، فبين مواجهة عالمية ثالثة منتظرة في النيجر خلال 24 ساعة على الساحل الغربي من القارة، وفي الساحل الشرقي كانت المفاجأة مع إعلان إثيوبيا حالة الطوارئ في أحد أهم أقاليمها وإيقاف حركة الطيران، ماذا يحدث في إثيوبيا؟
يبدو أن أديس أبابا ليس مقدرًا لها أن تهدأ فبعد أشهر قليلة من حالة الاستقرار في إثيوبيا بعد أشهر طويلة من المواجهات العسكرية مع سكان إقليم التيجراي، والتي حققت فيها الحكومة الفيدرالية انتصارًا كبيرًا ونجحت في إعادة الأمور إلى نصابها، مرة أخرى بمساعدة الأقاليم الأخرى مع الجيش الفيدرالي والتي من بينها إقليم أمهرة.
دارت المواجهات العسكرية مجددًا، بين الجيش الفيدرالي وأهم حليف له إقليم أمهرة، إذ أكد وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي ليجسي تولو، أن حالة الطوارئ دخلت يومها الثاني في إقليم أمهرة، وأن الحكومة الفدرالية بأديس أبابا فرضت حالة الطوارئ بعد اتساع رقعة الانفلات الأمني.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلن أنه من الضروري إعلان حالة الطوارئ لأنه أصبح من الصعب السيطرة على هذه الحركة غير المقبولة بموجب القانون الحالي.
ويعد الانفلات الأمني في إقليم أمهرة، ثاني أكثر منطقة مأهولة في إثيوبيا
تحديًا كبيرًا للجيش الفيدرالي والحكومة الفيدرالية، إذ أن العناصر العسكرية في الإقليم اكتسبت خبرات كبيرة في المواجهات السابقة مع إقليم تيجراي بالإضافة إلى ما تملكه من معدات وأدوات عسكرية حصلت عليها بسهولة خلال الأشهر الماضية بتسهيلات من الجيش الفيدرالي نفسه.
ودعا “تولو” العناصر العسكرية في إقليم أمهرة إلى تسليم مهداتهم العسكرية والانخراط في المجتمع وتبني خيار الحوار مع الحكومة.
وكانت الأحداث تصاعدت بقوة في منطقة أمهرة، إثر مواجهة عسكرية كبيرة بين قوات الأمن الفيدرالية مع جماعة عسكرية من أمهرة عندما حاولت قوات الأمن الفيدرالية انتزاع المعدات والأدوات العسكرية من عناصر الإقليم كجزء من التعافي من مواجهات عسكرية مدمرة استمر عامين في منطقة تيجراي المجاورة.
ويرتبط العديد من أفراد الأمهرة بعناصرهم العسكرية المحلية، ويتهمون الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا بمحاولة إضعاف منطقتهم، وهو ما ترفضه الحكومة الفيدارلية.
وأكد وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، أن عملية دمج القوات الخاصة للعناصر العسكرية في إقليمي عفر وأمهرة كان أمرا ضروريا، بحكم أن الشعب شارك في المواجهة العسكرية الأخيرة مع التيجراي، وبالتالي أصبحت المعدات العسكرية في أيدي المجتمع، ما خلق مجموعات عسكرية غير نظامية تهدد الأمن.
وتسببت المواجهات العسكرية وإعلان حالة الطوارئ في إعلان شركة الطيران الإثيوبية تعليق رحلاتها نحو 3 من أصل 4 مطارات في أمهرة.
وجاء التصعيد الأخير، ليكشف الستار عن الوضع الهش في ثاني أكبر بلد في أفريقيا من حيث عدد السكان، بعد 9 أشهر على انتهاء مواجهة عسكرية مدمرة منطقة تيجراي المجاورة والتي كان وصل دخانها على أبواب العاصمة أديس أبابا.. فهل تنزلق إثيوبيا إلى محيط من المواجهات الأهلية التي يصعب النجاة منها أم تستطيع الحكومة الفيدرالية إنقاذ الموقف كما فعت مع التيجراي؟