يبدو أن القمة العربية بجدة، لم تلفت أنظار العرب فقط، وتحولت جدة إلى محط أنظار العالم أجمع في ظل بحر هائج من القضايا العربية والإقليمية والدولية الشائكة والتي على الرغم من المسافات الكبيرة بين الدول إلى أنها قادرة على جعل الأزمات تلاحق كل دول العالم.. ماهي حكاية الحضور الغائب والزيارة المفاجئة والغياب الغير متوقع والرسالة مغلقة والتحذير من تهديدات غير مسبوقة؟
اجتمع اليوم قادة الدول العربية في جدة للمشاركة بالقمة العربية الـ 32، في أحد أكثر الأوقات دقة وأزمات ضخمة ولكن بأجواء يسودها التفاؤل أن تنعكس نتائجها إيجابا على المشكلات الشائكة والملفات الساخنة.
وشهدت أروقة القمة العربية الـ32، مشاهد نلقي الضوء عليها:
فكان أحد أهم المشاهد افتتاح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقمة، مرحبا بالرئيس الغائب عن فعاليات بيت العرب منذ 12 عاما، الرئيس السوري بشار الأسد، والذي حضر القمة العربية في جدة ممثلا عن بلاده، وأعرب بن سلمان عن أمل بلاده في أن تشكل عودة سوريا إلى الجامعة العربية إنهاءً لأزمتها”.
فيما مثل مشهد حضور الرئيس الأوكراني زيلينسكي كضيف شرف، إلى القمة العربية مفاجأة كبيرة لوسائل الإعلام والمتابعين لأحداث القمة ولكن بالتأكيد ليس القادة العرب.
حيث يقوم الرئيس الأوكراني بأول زيارة للمنطقة منذ بدء المواجهات العسكرية في أوكرانيا، مؤكدًا أن أولوياته خلال مشاركته بالقمة العربية ستكون تقديم صيغة كييف للسلام مع روسيا والتي يجب أن يشمل تنفيذها أكبر عدد ممكن من الدول.
ومن بين المشاهد اللافتة في القمة العربية، غياب عدد من القادة وعلى رأسهم الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد.
حيث أكدت تقارير صحفية، أن غيابه يرجع إلى وجوده خارج بلاده في جولة أوروبية رسمية مقررة مسبقا، تزامنت مع انعقاد القمة العربية.
كما غاب عن القمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والعاهل المغربي محمد السادس، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، وكذلك الأمير الشيخ نواف الأحمد الذي حالت أوضاعه الصحية دون حضوره وأناب عنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح.
وبالتوازي مع حضور الرئيس الأوكراني للقمة العربية، كان المشهد الآخر هو رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أكد اهتمام روسيا بتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية.
وأكد “بوتين”، في برقيته أنهم عازمون على مواصلة دعم الجهود الجماعية من أجل الحل السلمي للقضايا الإقليمية، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسوريا، مع الاحترام الثابت لسيادة الدولة وأحكام القانون الدولي القائمة.
فيما لفتت صحيفة الوطن السورية الأنظار إلى مشهد آخر، قام به الوفد السوري عند كلمة الرئيس الأوكراني، حيث رفض الرئيس السوري بشار الأسد والوفد الضخم المرافق له وضع سماعات الترجمة عند حديث الرئيس الأوكراني زيلينسكي .
ومن المعروف أن سوريا أحد أهم حلفاء روسيا في المنطقة، كما أنها من الدول التي تؤيد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكانت سوريا شاركت بوفد كبير في القمة العربية بالسعودية بعد غياب نحو 12 عاما منذ الأحداث والمواجهات الأهلية في 2011.
فيما كان المشهد الأخير، هو حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن تهديدات غير مسبوقة في المنطقة العربية التي تمر بظروف استثنائية قاسية.
ولفت الرئيس المصري، إلى ألأزمة فى السودان، مؤكدًا أنها تنذر إذا لم نتعاون فى احتوائها – بصراع طويل، وتبعات كارثية، على السودان والمنطقة، مشيرًا إلى الأزمات فى ليبيا واليمن، بما يفرض تفعيل التحرك العربي المشترك، لتسوية تلك القضايا، على نحو أكثر إلحاحا.. من أي وقت مضى، فهل تحقق القمة العربية أهدافها بتصفير المشاكل العربية؟