لمدينة مراكش المغربية العديد من الأسماء التي تعرف بها كالمدينة الحمراء نسبة إلى لون جدرانها المائلة إلى الأحمر أو مدينة النخيل ، لكن يظل أكثر لقب تشتهر به مراكش هو “مدينة سبعة رجال”.
يذكر التاريخ أن المدينة اشتهرت بهم حيث كانوا معروفين بعلمهم وصلاحهم، حيث عاشوا وماتوا في المدينة كما دفنوا بها، فمن يكون هؤلاء الرجال الذين ظلت أسماؤهم خالدة لقرون عديدة؟ نتعرف سويا في التالي:
مدينة مراكش.. عاصمة المرابطين
عرف السبعة رجال الذين عاشوا في مراكش أنهم قضاة وفقهاء بالإضافة إلى كونهم متصوِّفين عرفوا بزهدهم في الدنيا وسعيهم لأعمال الخير وحفظهم للقرآن بالإضافة إلى نشرهم للعلم وتفسيرهم للغة والدين.
لعل من أشهر الرجال السبعة لمدينة مراكش على الإطلاق أبو عباس السبتي، ولد بمدينة سبتة سنة 524 هجرية الموافق 1129 ميلادية أخذ العلم والتصوف على يد أستاذه أبي عبد الله الفخار أحد تلامذة القاضي عياض بالمغرب الأقصى.
ويعتبر واحدا من افضل الف رجل عرفه التاريخ.
كان لأبي عباس السبتي دور كبير في نشر علوم الإسلام والفقه، كان يوصي بالزهد والورع والتصدق وحسن القول والفعل حتى وصفه ابن المؤقت المراكشي بـ”حجة المغاربة”.
اعتكف السبتي في جبل كيليز القريب من مراكش لقرابة الأربعين سنة، إلى أن استقدمه السلطان الموحدي يعقوب المنصور إلى أسوار مراكش حيث اتخذه السلطان شيخ الإسلام، عرفت فترة توليه هذا المنصب بازدهار التصوف في المدينة كما أصبحت مراكش مكان لجمع الأدباء والعلماء، كما بنيت العديد من دور تدريس الدين والفقه، كما بنيت مراكز إغاثة الفقراء ومحاربة الحرمان.
ومن هؤلاء الرجال أيضا عبد العزيز التباع أحد الرجال السبعة لمدينة مراكش، هو عالم صوفي مغربي ولد وتوفي في مدينة مراكش عمل صانعا للحرير قبل أن يبدأ مشواره العلمي بمسقط رأسه مراكش، تعلم على يد محمد بن سليمان الجزولي.
تعمق التباع في علوم الفقه والدين، اسمه الحقيقي عبد العزيز الحرار وأطلق عليه التباع بسبب أتباعه الكتر في التصوف والفقه ، كما عرف بقوة شخصيته وأسلوب الإقناع وايصال المعلومة لجميع سكان المدينة.
ومن أبرز هؤلاء الرجال هذا الاندلسي الذي انتقل الي المغرب وهو الإمام السهيلي هو الذي ولد عام 1114 م بمدينة مالقة بالأندلس، درس وتفقه في الدين والعلوم أصيب بالعمى في سن 17، عاش معظم حياته بالأندلس كان يعلم الدين والفقه للناس ومفاهيم القرآن.
انتقل السهلي من الأندلس إلى مدينة فاس وأكمل مساره الفقهي كما أجاد اللغة العربية، عرف السهلي بذكائه وحنكته لينتقل بعد ذلك إلى مدينة مراكش حيث أكمل بقية حياته كمدرس لعلوم الفقه والدين.
خلف الإمام السهيلي مؤلفات مهمة في الحديث والسيرة واللغة والفقه، إلى جانب شعره في موضوعات المدح والزهد.