فشل إثيوبي متتالي في إدارة سد النهضة.. حيث تخرج أديس أبابا من ملء ثالث فاشل لم يحقق أهدافه إلى فشل أخير في تشغيل توربينات السد، وتوليد الطاقة الكهربائية، حتى أنها لجأت إلى زراعة السمك بدلا من توليد الكهرباء.. ماذا يحدث في إقليم بني شنقول؟.. لماذا أشاد الرئيس الموريتاني بصبر مصر في التعامل مع الأزمة؟
يبدو أن الفشل الإثيوبي في توليد الكهرباء من سد النهضة دفع أديس أبابا إلى البحث عن نشاط جديد، تستطيع من خلال استغلال بحيرة السد التي تخزن نحو 17 مليار متر مكعب، كما يقال في الأفلام “نشاط اقتصادي”، حيث تعمل أديس أبابا على إكساب السد الذي شيد في الأساس لتوليد الطاقة الكهربائية أبعاداً أكبر من ذلك.
فأكدت أديس أبابا أنها ضخت استثمارات فيه تبلغ 4.8 مليار دولار في مجال صيد الأسماك من بحيرة السد،في الوقت ذاته أكد مكتب الزراعة بإقليم بني شنقول الإثيوبي، أن زراعة الأسماك بدأت في بحيرة النيل المتكونة خلف سد النهضة، موضحاً أن الأهالي يخرجون نحو 2طن من الأسماك يوميا من البحيرة.
وكان الدكتور عباس شراقي الخبير المائي، قد أكد سابقا أن توربينات سد النهضة متوقفة منذ شهر مارس الماضي، حيث فشلت المحاولات الإثيوبية في استغلالها من أجل توليد الكهرباء كما تدعي السلطات في أديس أبابا أن الهدف من السد هو توليد الطاقة الكهربائية.
حيث تدخل إثيوبيا الملء الرابع والمتوقع أن يبدأ في يونيو الجاري، بتوربينات متوقفة، وعاجزة عن العمل فيما تكتفي بالاستزراع السمكي في بحيرة السد.
وبالتوازي مع ما يحدث في إثيوبيا حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه مع نظيره الموريتاني مجددا من ملف سد النهضة الإثيوبي، وتبعاته الخطيرة على الأمن المائي لدول مصب حوض النيل.
ومن جانبه أعلن الرئيس الموريتاني أن الأمن المائي المصري، هو جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، مطالبا إثيوبيا، بالتحلي بالإرادة السياسية، للأخذ بأي من الحلول الوسطى، التي تم طرحها على مائدة التفاوض، والتي تلبى مصالحها، دون الإفتات على حقوق ومصالح دولتي المصب وذلك من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
وثمن الرئيس الموريتاني، صبر مصر وحكمتها في التعاطي مع ملف مياه النيل والمراوغات الإثيوبية.
وتأتي تصريحات الرئيس الموريتاني تأكيدا على الموقف الداعم من جامعة الدول العربية للموقف المصري في قضية سد النهضة بعد شهد الملف العديد من المحاولات الفاشلة بحثا عن حل ودي للأزمة المستمرة منذ نحو 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة.
ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل، في الوقت الذي تدعي فيه إثيوبيا استعدادها لحل تفاوضي فيما تواصل المراوغات على أرض الواقع.
لجوء إثيوبيا إلى الاستزراع السمكي في وقت، تعطلت به توربينات السد للشهر الثالث على التوالي، فهل يعني ذلك فشل إثيوبي في عملية إدارة وتشغيل السد وأنه تحول إلى حائط خرساني تكلف مليارات الدولارات من أجل فقط أن يحبس المياه عن دولتي المصب؟