يبدو أن أزمة سد النهضة تشهد تطورات جديدة خطيرة تؤثر في أكبر سدود السودان.. أزمة تهدد بقاء السودان ومصر، ماذا يحدث بعد أن أغلقت إثيوبيا بوابات مياه النيل؟
مازالت أزمة سد النهضة تحمل في جعبتها مزيدًا من الأزمات مع استعدادات إثيوبيا للملء الرابع، حيث كشف خبير المياه المصري عباس شراقي، عن تطورات خطيرة في أحد أكبر السدود بالسودان بسبب سد النهضة.
وأكد العالم المصري، أن سد الروصيرص بالسودان، يعاني من انخفاض المياه، بعد قيام أديس أبابا بغلق بعض بوابات التصريف الخاصة بسد النهضة.
وأكد “شراقي”، أن أديس أبابا انتهت من التخزين الثالث في أغسطس الماضى، إلا أنه على الرغم من أن المياه فاضت من أعلى الممر الأوسط لم تنجح إثيوبيا في تشغيل التوربينين وتصريف المياه من خلالهما بدلا من بوابات التصريف.
وواصل “الخبير المصري”، مؤكدًا أنه نظرا لفشل تشغل التوربينات والتي مازالت متوقفة حتى الآن للمرة الثانية منذ نهاية مارس الماضي، كانت إثيوبيا مضطرة لفتح بوابتي التصريف دون استفادة في توليد الكهرباء.
ولفت “شراقي”، إلى أن إثيوبيا اتخذت عدد من الخطوات استعدادًا للملء الرابع، حيث أغلقت البوابة الغربية في فبراير الماضي، واكتفت بالبوابة الشرقية حتى أنها تعمل بنصف طاقتها فقط وتمرر نحو 20-25 مليون متر مكعب في اليوم فقط.
وأضح شراقي، أنه مع غلق البوابات تمر كمية قليلة من المياه إلى السودان مما أدى إلى انخفاض مخزون المياه خلف سد الروصيرص عن مثيله في نفس الوقت من العام الماضي.
وحذر شراقي، من أن الوضع قد يسوء أكثر، حيث سيستمر حجز المياه حتى إنتهاء التخزين الرابع في سبتمبر القادم.
وأكد الخبير المائي، أن السودان سيكون من الصعب أن تفرغ سد الروصيرص كما هو معتاد كل عام استعدادا للفيضان في موسمه الجديد، حتى أنها من الممكن أن تواجه نقص مائي إذا لم تسمح أديس أبابا بمرور 50 مليون متر مكعب في اليوم، سواء بفتح إثيوبيا البوابة الثانية، أو البوابة الحالية بكامل طاقتها.
وذكر “شراقي” أن أديس أبابا، مازالت ماضية في رفع جانبي سد النهضة والممر الأوسط، موضحا أنه لا توجد بيانات دقيقة عن المستوى الحالي الذي وصل إليه ارتفاع السد.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تكون أديس أبابا وصلت بإرتفاع الممر الأوسط إلى منسوب 620 مترًا فوق سطح البحر، موضحا أن أمام إثيوبيا عدة أشهر للانتهاء من التعلية حتى بداية سبتمبر القادم.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
ولطالما شددت مصر على الأيام والأسابيع الأخيرة على ضرورة الوصول إلى حل مرضي لكافة الأطراف في قضية سد النهضة، فهل يتسبب مراوغات إثيوبيا في ما لا يحمد عقباه؟