بلد يعيش أهله في رعب ليل نهار، المنظمات الدولية نصحت بعدم السفر إليها حتى لو طلبا للجوء، يموت فيه الناس بلا سبب، رئيسه من أصول عربية، ووالده يعرف بالسلفادور بإمام الدعوة، نزع بدلته الرسمية وارتدى لباس العصابات ونزل للشارع. محاولا فرض الأمن والقضاء على المخاطر، لكن محاولاته باءت بالفشل، تعرف على هذا البلد التي لن تفكر بالذهاب إليه أبدا مهما كانت الإغراءات.
فإذا كنت سائحا هناك، سوف يتم اختطافك وطلب فدية كبيرة، وفور حصولهم على الفدية، سوف يتم إنهاء حياتك
لدرجة أنه في عام 2017، احتفل أهل هذا البلد، بعيد قومي، لن تصدق ماذا كان هذا العيد، ليس عيدا دينيا أو وطنيا
وانما كان عيدا لمناسبة مرور يوم، لم تسجل فيه حالة إنهاء حياة واحدة.
إنها السلفادور البلد التي صنفت، أنها الأخطر في العالم، والتي صنفتها الأمم المتحدة، كدولة لا يتم اللجوء إليها
نظرا لشدة خطورتها، حيث لم تخرج حتى الآن من نطاق الحرب، حوالي 3400 شخص انهيت حياتهم في الشهور السبعة الأولى بهذا العام 2022.
فالحرب الأهلية في السلفادور، مستمرة منذ حوالي 12 عام، راح ضحيتها حوالي 80 ألف شخص، وهاجر مليون آخرون هربًا من النزاع.
بدأت أزمة السلفادور عام 1979، حيث حدث انقلاب عسكري،وبعدها حكومة عسكرية ثورية، أخذت الأراضي والشركات الخاصة،تحت سلطتها، وسرعان ما دخلت السلفادور في الحرب الأهلية، تتزايد أعداد المهاجرين منها جراء هذه الأعمال المتصاعدة يوميًا.
مايشير إلى التهديد بتفكك المجتمعات، وينذر بكارثة انسانية جديدة، ففي عام 2014، ترك حوالي 300 ألف شخص منازلهم
هربًا من التهديدات التي تعرضوا لها، ويضطر المدنيون إلى ترك أراضيهم، والذهاب لأبعد مكان عنها للعديد من الأسباب
فهناك من يبتعد من أجل سلامته وسلامة عائلته، أو المهاجرين لعدم قدرتهم على دفع الغرامات والرشاوي الاسبوعية للعصابات المحلية.
أو بسبب اتهام البعض بالوشاية للسلطات، وهناك من تطرده العصابات بالقوة والإجبار، وأغلبهم يخوض رحلة محفوفة بالخطر
إلى المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم محاولات الأمم المتحدة المستمرة، لتهدئة الوضع إلا أنه لم يهدأ، ففي عام 1992، اجتمعت كل الأطراف المتعاركة في السلفادور، واتفقت على إنهاء الحرب الأهلية، وسط مباركة العديد من دول العالم، لكن هذه القوات كانت قليلة الخبرة
فأعطت فرصة للعصابات، أن تسيطر على الشوارع، فأصبح الوضع أكثر مأساويا.
فقاموا بادخال كل ما هو غير شرعي إلى البلد، وكل ما يخطر على بالك، لتصنف السلفادور بأنها الأخطر في كل دول العالم
بعد استحالة العيش فيها، ولم تستطع الحكومة، ولمدة ثلاثين عاما، إيقاف هذه الحرب، أو التصدي لكل تلك العصابات
رغم تغير حكامها.
لكنهم جميعا واجهوا الفشل، حتى عام 2019، عندما جاء رئيس قرر أن يواجههم لأول مرة، يدعي مسلم بوكيلة
مسلم من أصل فلسطيني، قام ببناء المساجد، ووضع العصابات في سجون مختلطة، حتى لا يكون أمامهم اي اختيار
إلا القضاء على بعضهم البعض، أو التعايش معا.
أذلهم وأهانهم ،رغم انتقاد المجتمع الدولي له، لكن كان رد باقي العصابات أقوى، فأحتلوا الدولة، وكأنهم جيش أجنبي
لكن قام الرئيس برد قوي، فأنهي حياة أي عصابة يتم القبض عليها، وعلى مرأى ومسمع من الناس، ورغم كل هذه القرارات القوية، لا زالت السلفادور غير آمنة، وتحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، والقرارات القوية.للتحرر من حرب الشوارع والعصابات.